السؤال: لماذا اعتقد نيوتن أن هناك قوة تؤثر في القمر؟
- الإجابة: لأن القمر لا يسير في خط مستقيم، بل في مسار منحنٍ حول الأرض، وهذا التغير المستمر في اتجاه حركته يعني أنه يتسارع، والتسارع لا يحدث إلا بوجود قوة تسببه.
شرح الإجابة:
لم تكن ملاحظة نيوتن مجرد رؤية للقمر في السماء، بل كانت تحليلاً عميقاً لحركته. لقد أدرك أن أي جسم يُترك لحاله في الفضاء، فإنه سيتحرك في خط مستقيم وبسرعة ثابتة إلى الأبد، وهو مبدأ أساسي في الفيزياء يُعرف بالقصور الذاتي. ببساطة، الأشياء لا تغير اتجاهها من تلقاء نفسها.
ومن هنا، انطلق التساؤل الجوهري. إذا كان المسار الطبيعي للأجسام هو الخط المستقيم، فلماذا يدور القمر حولنا في مدار شبه دائري؟ كان من المفترض، وفقاً للمبدأ الأول، أن يسبح القمر مبتعداً في خط مستقيم في الفضاء. هذا الانحراف الدائم عن مساره المستقيم كان دليلاً قاطعاً لنيوتن على وجود مؤثر خارجي يتدخل في حركته باستمرار.
هذا التغير المستمر في اتجاه حركة القمر، حتى لو كانت سرعته ثابتة، يُعتبر في علم الحركة نوعاً من التسارع. فالتسارع ليس مجرد زيادة في السرعة، بل هو أي تغيير في متجه السرعة، سواء في المقدار أو الاتجاه. وبما أن القمر يغير اتجاهه في كل لحظة ليتبع مداره المنحني، فهو إذن في حالة تسارع دائمة نحو مركز الأرض.
إقرأ أيضا:تتناقص سرعة جسم متحرك إذا أثرت فيه قوة محصلة في نفس اتجاه حركته. (1 نقطة) صح خطأوهنا تكتمل الصورة؛ فالقانون الثاني للحركة الذي صاغه نيوتن بنفسه ينص على أن أي تسارع لا يمكن أن يحدث من فراغ، بل لا بد من وجود قوة محصلة تسببه. بالتالي، استنتج نيوتن بشكل منطقي حتمي أن هناك قوة خفية، مثل حبل غير مرئي، تقوم بجذب القمر باستمرار نحو الأرض، مانعة إياه من الهروب في خط مستقيم. هذه القوة هي ما نعرفها اليوم باسم قوة الجاذبية.