تتغير درجة حرارة الهواء أثناء النهار بسبب التفاعل المستمر بين أشعة الشمس وسطح الأرض. فعندما تشرق الشمس، تبدأ الأرض بامتصاص الطاقة الحرارية، فترتفع درجة حرارتها تدريجيا. هذا التأثير لا يحدث فورا، بل يتطلب بعض الوقت حتى تسخن الأرض بشكل كاف لنقل الحرارة إلى الهواء المحيط.
ففي الصباح الباكر، تكون الأشعة الشمسية أقل كثافة، فتظل الحرارة منخفضة نسبيا، ولكن مع مرور الوقت وتعامد الشمس على الأرض، تزداد شدة الإشعاع، وبالتالي ترتفع درجة حرارة الهواء بشكل ملحوظ.
لكن هذا الارتفاع لا يحدث بنفس الوتيرة في كل الأماكن، فالعوامل البيئية تلعب دورا كبيرا في هذا التفاوت. فمثلا، المناطق الصحراوية تسخن بسرعة لأن الرمال تمتص الحرارة بفعالية، بينما المناطق الساحلية ترتفع حرارتها ببطء بسبب تأثير البحر، الذي يمتصها ويخزنها لفترة أطول.
كذلك، الغطاء النباتي يؤثر في درجات الحرارة، فالأشجار والنباتات تقلل من ارتفاع معدل الحرارة لأنها تمتص جزءا من الإشعاع وتحافظ على رطوبة الجو. لذا، نرى أن التباين في طبيعة السطح يؤثر بشكل مباشر على درجة حرارة الهواء خلال النهار.
ومن العوامل الأخرى التي تتحكم في هذا التغير هو وجود الغيوم. عندما يكون الجو غائما، فإن السحب تعكس جزءا من أشعة الشمس وتمنعها من الوصول إلى سطح الأرض، مما يؤدي إلى تباطؤ عملية التسخين.
أما في الأيام الصافية، فإن أشعة الشمس تصل بكامل قوتها، مما يزيد من سرعة ارتفاع درجة حرارة الهواء المسجلة أثناء النهار. وهذا هو السبب في أن الأيام المشمسة تكون أكثر حرارة من الأيام الغائمة، حيث تعمل الغيوم كحاجز يحد من كمية الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى الأرض.
إقرأ أيضا:الدوران من التحويلات الهندسية التي لا تحافظ على الشكل وقياساته صواب خطأكذلك، تلعب حركة الرياح دورا أساسيا في توزيع الحرارة. عندما تهب الرياح من مناطق باردة، فإنها تخفض درجة حرارة الهواء حتى في وقت الظهيرة، أما عندما تأتي من مناطق ساخنة، فإنها تزيد من الشعور بالحرارة. هذه العملية تعرف بنقل الحرارة الأفقي، وهي السبب في أن بعض المناطق تشعر بالحرارة أكثر من غيرها، حتى لو تلقت نفس كمية الإشعاع الشمسي.
وبالإضافة إلى الرياح، فإن تيارات الهواء الصاعدة والهابطة تؤثر في توزيع الحرارة، مما يفسر الشعور أحيانا بأن الهواء أصبح أكثر برودة فجأة بعد فترة من السخونة.
وفي النهاية، بعد أن تصل درجات الحرارة إلى ذروتها في فترة الظهيرة أو بعدها بقليل، تبدأ الشمس في الانخفاض، وتقل معها الطاقة الحرارية الواصلة إلى الأرض. هنا يبدأ سطح الأرض بفقدان الحرارة تدريجيا، حيث تشع الأرض الطاقة الحرارية المخزنة نحو الغلاف الجوي.
إقرأ أيضا:المشكلات الأسرية من المصادر الخارجية للضغوط الحياتيةهذه العملية تجعل حرارة الجو تبدأ في الانخفاض، لكن ليس بالضرورة فور غروب الشمس، بل قد يستغرق الأمر ساعات حتى يشعر الإنسان بانخفاض ملحوظ في درجة الحرارة، خاصة في الأماكن التي تخزن الحرارة لفترة طويلة مثل المدن ذات البنايات الخرسانية.