لماذا تعد العبارة التالية مضللة: “ينتج المد عن قوة جذب من القمر” ؟ استبدل بها عبارة صحيحة توضح كيف يسبب القمر ظاهرة المد على الأرض

السؤال: لماذا تعد العبارة التالية مضللة: “ينتج المد عن قوة جذب من القمر” ؟ استبدل بها عبارة صحيحة توضح كيف يسبب القمر ظاهرة المد على الأرض

• الإجابة: ينتج المد بسبب الفرق في قوة جذب القمر للماء على الجانب القريب من الأرض مقارنة بجذبه للماء على الجانب البعيد.

شرح الإجابة:

قد تبدو فكرة أن جاذبية القمر تسحب مياه المحيطات مسببةً المد والجزر منطقية في ظاهرها، لكنها في الحقيقة تبسيط يفتقر إلى الدقة الكاملة. الحقيقة أعمق من ذلك، فالسر لا يكمن في قوة الجذب بحد ذاتها، بل في التفاوت والتباين في هذه القوة عبر كوكبنا. قوة الجاذبية، كما نعلم، تضعف كلما ابتعدنا عن مصدرها، وهذا هو مفتاح فهم الظاهرة بأكملها.

لنتخيل الأمر بوضوح، إن المياه الموجودة في المحيطات على الجانب المواجه للقمر هي الأقرب إليه، وبالتالي تتأثر بأقوى قوة جذب ممكنة. هذا التأثير الجذبوي الشديد يسحب تلك المياه نحوه، مما يؤدي إلى انتفاخها وتكوين ما نعرفه بـ “المد المرتفع” الأول. هنا، يكون التجاذب الثقالي في أقصى درجاته على سطح كوكبنا.

في المقابل، وعلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية، أي الجانب الأبعد عن القمر، تكون المياه هناك هي الأقل تأثراً بجاذبيته لأن المسافة أكبر. لكن ما يحدث ليس مجرد ضعف في الجذب، بل إن مركز الأرض الصلب يُسحب بقوة أكبر من المياه البعيدة، فيتحرك الكوكب بأسره قليلاً نحو القمر “تاركاً” تلك المياه خلفه. هذا الفعل يخلق انتفاخاً مائياً ثانياً، وهو المد المرتفع المقابل على الطرف الآخر من الكوكب.

إذن، ظاهرة المد ليست نتيجة سحب متساوٍ للمياه، بل هي نتاج عملية “تمدد” أو “مط” للمحيطات. يتشكل انتفاخان مائيان في آنٍ واحد: أحدهما بسبب قوة الجذب الأقوى على الجانب القريب، والآخر نتيجة قوة الجذب الأضعف على الجانب البعيد. وهكذا، فإن العبارة الأكثر دقة علمياً هي أن المد ينشأ عن الاختلاف في شدة التأثير الجذبوي للقمر عبر قطر الأرض.