يعد بلوتو واحد من أكثر الأجسام الفلكية المثيرة للجدل في نظامنا الشمسي. كان يعتبر في السابق الكوكب التاسع، لكن في عام 2006، قررت الاتحاد الفلكي الدولي استبعاده من قائمة الكواكب. هذا القرار أدى إلى الكثير من النقاشات والأسئلة والجدل في الأوساط العلمية حول الأسباب التي أدت إلى هذا التغيير. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب الرئيسية التي أدت إلى استبعاد بلوتو من كواكب المجموعة الشمسية.
أولا، أحد الأسباب المهمة هو فهم المعايير التي تحدد ما يعتبر كوكبا. في عام 2006، قامت الاتحاد الفلكي الدولي بوضع تعريف رسمي للكوكب. وفقا لهذا التعريف، يجب أن يحقق الجسم السماوي ثلاثة معايير أساسية:
- يجب أن يدور حول الشمس.
- يجب أن يكون له شكل كروي بسبب جاذبيته.
- يجب أن يكون قد “نظف” مداره من الأجسام الأخرى.
تعتبر النقطة الأخيرة هي السبب الرئيسي لاستبعاد بلوتو، حيث لم يستطع تلبية هذا الشرط لأنه يتواجد في منطقة تعرف بنطاق كايبر، حيث تشترك مع العديد من الأجسام الأخرى، مما يعني أنه لم “ينظف” مداره بشكل كامل.
ثانيا، يؤثر موقع بلوتو في المجموعة الشمسية على تصنيفه. فهو ليس كوكبا مثل الكواكب الأخرى التي تدور في مدارات واضحة حول الشمس. إذ إن مداره بيضاوي الشكل، مما يجعله أحيانا أقرب إلى الشمس من كوكب نبتون.
إقرأ أيضا:هل تتوقع ان الروبوت يحل محل البشر في المستقبل عام 2045؟بالإضافة إلى تشابه خصائصه مع الأجسام الأخرى في نطاق كايبر، مثل إريس. كذلك درجة حرارته منخفضة جدا، وغلافه الجوي يحتوي على غازات نادرة. كل هذه الخصائص تجعل بلوتو فريدا لكنه أيضا يجعل تصنيفه ككوكب أمرا غير دقيق.
علاوة على ذلك، ساهمت التقدمات العلمية والتكنولوجية في تغيير فهمنا لبلوتو ككوكب. في عام 2015، أرسلت المركبة الفضائية “نيو هورايزونز” صورا جديدة وأبحاثا عن سطح بلوتو وتركيبته، مما أظهر تنوعه الجغرافي والفيزيائي.
لكن هذه المعلومات الجديدة لم تغير من الحقائق المتعلقة بمعايير الكواكب، بل جعلتنا ندرك أن بلوتو يمثل نوعا مختلفا من الأجرام السماوية، المعروفة باسم “الكواكب القزمة”. وبالتالي، فإن تصنيفه ككوكب قزم يعكس تقديرا دقيقا لمكانته في نظامنا الشمسي.
من المهم أيضا التفكير في التأثيرات الثقافية والعلمية لهذا القرار فكوكب بلوتو كان محبوب من قبل الكثيرين، إذ تم تصنيفه ككوكب لعقود طويلة، مما جعل خبر استبعادها مصدر خيبة أمل للشعوب والمحبين للفضاء. ولكن من الناحية العلمية، فإن القرار تبين أنه ضروري.
إقرأ أيضا:كيف تساهم المواقع الالكترونية في تنمية البحث العلميفي الختام، فإن استبعاد بلوتو من كواكب المجموعة الشمسية يعود إلى عدم توافقه مع التعريف العلمي الحديث للكواكب. من خلال النظر في خصائص بلوتو الفريدة وعلاقته بالأجرام الأخرى في نظامنا الشمسي.