مناهج المملكة العربية السعودية

لماذا سميت السرخسيات بهذا الاسم

لماذا سميت السرخسيات بهذا الاسم

السؤال: لماذا سميت السرخسيات بهذا الاسم؟

  • الإجابة: تعود تسمية السرخسيات إلى أصول متعددة، أبرزها الأصل اليوناني الذي يصف شكل أوراقها الخفيف الشبيه بالجناح، بالإضافة إلى أسماء أخرى مستوحاة من هيئة نموها وتكوينها التشريحي.
  • شرح الإجابة:

    إن اسم “السرخسيات” ليس مجرد مصطلح علمي جامد، بل هو في حقيقته قصة ترويها تفاصيل هذه النباتات العريقة. ينبثق جوهر التسمية من اللغة اليونانية القديمة، حيث أن الفصيلة التي تنتمي إليها هذه الكائنات، وهي فصيلة (Pteridaceae)، مشتقة من كلمة “Pteris”، وهو الاسم الذي أطلقه الإغريق على السرخس. هذا الاسم بدوره ينحدر من أصل أعمق، وهو كلمة “pteron” (باليونانية: πτερόν) التي تعني “الجناح”. لقد رأى القدماء في السعف الرقيق والريشي لهذه النباتات صورة مصغرة للأجنحة، ولاحظوا كيف تتراقص هذه التراكيب الورقية برشاقة وخفة مع هبات النسيم، فكانت التسمية تجسيدًا شعريًا لهذه الحركة الهوائية الرشيقة.

    وإذا ما انتقلنا من الجذر اللغوي إلى العالم النباتي، نكتشف أبعادًا أخرى للتسمية. فالاسم العلمي لأحد أشهر أنواعها، وهو (Polypodium vulgare)، يُترجم حرفيًا إلى “السرخس كثير الأرجل”. هذه الإشارة لا تصف السيقان الظاهرة، بل تلمح إلى الجذامير (Rhizomes) المتشعبة التي تنمو تحت سطح التربة أو فوقها، والتي تنبثق منها السعف الجديد، فتبدو كأن للنبتة أقدامًا عديدة تمسك بها في بيئتها. هذا الوصف الدقيق يعكس فهمًا عميقًا لتركيبة النبات وليس فقط لمظهره الخارجي.

    إقرأ أيضا:المادة هي أي شيء له حجم وكتلة

    على صعيد آخر، وفي بعض الثقافات، اكتسبت أنواع معينة من هذه النباتات أسماءً فريدة بناءً على هيئتها المميزة. فالشجرة السرخسية، على سبيل المثال، تُعرف أحيانًا باسم “شجرة اللمة” (Wigtree). تنبع هذه التسمية الطريفة من ملاحظة دقيقة لقمة النبات، حيث تنمو الأوراق الجديدة. هذه المنطقة العلوية تكون مغطاة بنسيج ليفي أو وبري كثيف (يُعرف بالهلب)، يمنحها مظهرًا يشبه الشعر الكثيف أو “اللمة”، وهو ما يضفي عليها طابعًا فريدًا يميزها عن غيرها من النباتات. تنتظم السعفات الجديدة الخارجة من هذه القمة على شكل تاج مهيب، مما يكمل الصورة الجمالية التي ألهمت هذه التسميات.

    لذلك، فإن الإجابة لا تقتصر على سبب واحد، بل هي فسيفساء من الملاحظات العلمية، والتأملات الجمالية، والجذور اللغوية. من أجنحة الإغريق الخفيفة، إلى الأرجل المتعددة التي وصفها علماء النبات، وصولًا إلى “لمة الشعر” التي لاحظها المتأملون في الطبيعة، كل اسم هو فصل في حكاية هذا الكائن النباتي الأخاذ الذي استوطن الأرض لملايين السنين.

    إقرأ أيضا:يتمثل الدور المهم للأمن السيبراني في منع التهديدات الداخلية دون الخارجية واكتشافها

    السابق
    اعراب ما حضر إلا زيد
    التالي
    حل لغز امرأة جالسة وبحضنها طفل سألوها هل هو ابنك قالت لا ابي جده وامي اخته وهو خالي وانا عمته من يكون

    اترك تعليقاً