السؤال: لماذا سميت المحرق بهذا الاسم؟
شرح الإجابة:
تتجه دفة التاريخ عند البحث في أصل هذا الاسم نحو فرضية قوية، وإن لم تكن الوحيدة، مفادها أن الكلمة مشتقة من فعل “الحرق”. هذه الرواية تربط هوية المدينة بطقوس جنائزية قديمة سادت في حقبة زمنية غابرة، حيث كانت عملية حرق أجساد المتوفين تقليداً متبعاً لدى سكان هذه الأرض، ومن هذه الممارسة العميقة الجذور، اكتسبت الجزيرة لقبها الذي لازمها عبر العصور، فأصبحت تُعرف بأنها “مكان الحرق” أو المحرق.
غير أن ساحة البحث التاريخي لا تقف عند رأي واحد، إذ يشير عمق الاسم وقدمه إلى وجود اختلاف في وجهات نظر المؤرخين. فالتسمية ضاربة في القدم لدرجة أن المصادر الموثوقة التي تشرح أصلها بشكل قاطع تظل نادرة، مما يفتح الباب أمام تفسيرات متعددة، ويجعل من الرواية المتعلقة بحرق الموتى الطرح الأكثر شيوعاً وتداولاً بين الباحثين نظراً لمنطقيته اللغوية والتاريخية.
والأمر الأكثر إثارة للدهشة لا يتوقف عند حدود هذه الجزيرة البحرينية العريقة، فقد تبين أن لقب “المحرق” لم يكن حكراً عليها وحدها. لقد أُطلق هذا الاسم ذاته على مناطق جغرافية أخرى، منها أجزاء من جنوب بلاد الرافدين وسواحل وجزر متفرقة في حوض الخليج العربي، مما قد يدل على أنها كانت صفة لمنطقة تشتهر بممارسة معينة أو بصفة طبيعية ما، وليست مجرد اسم علم لمكان واحد.