السؤال: لماذا سميت مكة المكرمة بأم القرى؟
- الإجابة: سُميت مكة المكرمة بهذا الاسم لأنها تضم بين جنباتها الكعبة المشرفة، أول بيت وُضِع لعبادة الله في الأرض، ولأنها شكلت المنطلق الأساسي للدعوة الإسلامية التي عمت أرجاء المعمورة.
شرح الإجابة:
إن تسمية مكة المكرمة بلقب “أم القرى” ليست مجرد كنية شرفية، بل هي توصيف دقيق لجوهر مكانتها الروحية والتاريخية العميقة. هذا اللقب يرتكز على حقيقة كونها النقطة المركزية التي انبثقت منها أنوار الهداية للعالمين. فالأم هي الأصل والمنبع، ومكة هي أصل القرى والمدن في رمزيتها الدينية، فهي القلب النابض الذي تتجه إليه أفئدة المسلمين من كل حدب وصوب.
وهنا يكمن جوهر الأمر في احتضانها لبيت الله الحرام، ذلك الصرح الذي يمثل أول بناء أُسس على وجه البسيطة لغاية واحدة؛ هي توحيد الخالق وعبادته. هذه الأسبقية التاريخية تمنحها مكانة فريدة، فهي ليست مجرد مدينة تضم معلمًا مقدسًا، بل هي المدينة التي تأسست حول أقدس بقعة على الإطلاق. إن وجود الكعبة المشرفة يجعل منها القِبلة والمقصد، والمحور الذي تدور حوله عبادات وشعائر الملايين.
وانطلاقًا من هذه المكانة، أصبحت مكة المكرمة مهبط الوحي ومنطلق الرسالة الخاتمة. فالدعوات السماوية السابقة كانت غالبًا ما تُبعث لأقوام محددين وفي نطاقات جغرافية معينة، أما الرسالة التي بُعث بها خاتم الأنبياء من قلب البلد الأمين، فقد كانت دعوة شاملة وعامة للبشرية جمعاء. من هنا، تحولت مكة من مركز محلي إلى منارة عالمية، فأصبحت “الأم” التي أنجبت دعوة انتشرت في كل القرى والبلدان.
إقرأ أيضا:ماذا نستخدم لقياس قوة زلزال ضرب إحدى المدن فخلف وراءه آثاراً تدميرية؟بل يتجاوز المعنى ذلك، ليشمل مفهوم الأمان والملاذ. فالله جعلها حرمًا آمنًا، ومثابة للناس، أي مكانًا يرجعون إليه مرارًا وتكرارًا طلبًا للأمن الروحي والجسدي. هذا المفهوم يجعل منها ملاذًا وحصنًا، كالأم التي تحتضن أبناءها وتوفر لهم الحماية والطمأنينة. ففي رحابها، يجد الإنسان السكينة التي يفتقدها في صخب الحياة، مما يعزز دورها كمركز للأمن والسلام العالمي.
إقرأ أيضا:ماذا يحدث عندما تتغذى المخلوقات المُحللة على بقايا المخلوقات الميتة