لماذا سمّيت فاطمة الزهراء بالطاهرة؟
لُقِّبت السيدة فاطمة بـ “الطاهرة” لأن الله تعالى خصّها بصفة فريدة، وهي طهارتها الكاملة من كل دنس أو نجس، سواء كان ذلك على المستوى الروحي والمعنوي، أو على المستوى الجسدي المتمثل في انقطاع دم الحيض والنفاس عنها.
شرح اللقب وأبعاده
إن الألقاب في ميراثنا لا تُطلق اعتباطًا، بل هي شواهد تختزل حقائق كبرى، ولقب “الطاهرة” الذي ارتبط باسم فاطمة الزهراء، ابنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ليس مجرد صفة، بل هو تعبير عن منزلة ربانية رفيعة. فهذا النقاء لم يكن مكتسبًا، بل هو عطاء إلهي يضرب بجذوره في صميم تكوينها، فهي جزء من أهل البيت الذين أشار إليهم القرآن الكريم في آية التطهير بقوله تعالى: “إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا”. والرجس هنا كلمة جامعة تشمل كل شائبة معنوية أو مادية، فكانت طهارتها استجابة لإرادة إلهية عليا.
وينتقل هذا المفهوم من الصفاء الروحي السامي ليأخذ بُعدًا جسديًا ملموسًا، يتجلى في خصوصية فذّة ميّزتها عن سائر النساء، وهي أنّها كانت مبرّأة من الدماء الطبيعية التي تعتري المرأة. فلم تكن ترى ما تراه النساء من عادة شهرية أو دم ما بعد الولادة، وهذا الأمر يُعدّ تكريمًا إلهيًا فريدًا. فبينما تمنع هذه الحالات الطبيعية المرأة مؤقتًا عن بعض العبادات كالصلاة، كانت فاطمة البتول في حالة طهارة دائمة لا تنقطع، مما جعلها متأهبة للعبادة والاتصال الروحي في كل حين، وكأن جسدها الشريف قد صُمّم ليكون وعاءً للطهر المطلق.
إقرأ أيضا:أي الجمل الآتية حول الأعداد الصحيحة ليست صحيحة دائماوعليه، فإن لقب “الطاهرة” ليس مجرد وصف لحالة جسدية، بل هو تجسيد متكامل لشخصيتها الفريدة؛ فهو يعبر عن نقاء سريرتها، وطهارة روحها، وسمو مكانتها التي تترفع عن كل ما قد يدنسها، لتكون بذلك أيقونة للنقاء المتكامل الذي يجتمع فيه الطهر المعنوي بالطهر الجسدي في أسمى صوره.