ماذا جنيت لكي تمل وصالي كامله كلمات

السؤال: ماذا جنيت لكي تمل وصالي كامله كلمات

شرح الإجابة:

تنطلق هذه القصيدة من سؤال وجودي يضج بالحيرة والألم، سؤال يطلقه الشاعر في وجه صاحبٍ له تبدلت أحواله وانقلب ودّه إلى جفاء. يبدأ النص باستفهام استنكاري يكشف عن عمق الصدمة، فالشاعر لا يبحث عن عتاب بقدر ما يبحث عن فهم، فهو لم يجد أي مبرر أو حجة لهذا التحول المفاجئ، ليجد نفسه تائهاً بين حقيقة الهجر القاسية وخيال الأسباب التي قد تكون أدت إليه. إنها رحلة النفس البشرية في مواجهة الفقدان غير المفهوم، حيث يصبح البحث عن سبب منطقي هو الملاذ الأول قبل التسليم بالواقع.

ثم ينتقل الشاعر برشاقة من الحيرة إلى استعراض المفارقة الصارخة بين الماضي والحاضر. يرسم لوحة للأيام الخوالي، حيث كان القرب هو السمة الغالبة والوئام هو عنوان العلاقة، ليقابلها بصورة الحاضر القاتمة التي تحول فيها الصديق المقرب إلى ما يشبه الخصم اللدود. وهنا تكمن فجيعة الشاعر الحقيقية؛ فالتحول ليس مجرد ابتعاد، بل هو انقلاب كامل في ماهية الصلة، من المودة إلى العداوة، ومن الإقبال إلى الكراهية، مما يدفعه للتعجب من هذا التقلب العجيب في طبائع البشر.

بعد ذلك، نشهد نقطة تحول محورية في بنية القصيدة وفي الحالة النفسية للشاعر. فبدلاً من الاستمرار في التساؤل والاستجداء، ينتقل إلى مرحلة من إعلان الكرامة وتأكيد الذات. إنه يقطع الطريق على أي محاولة للشفقة، مؤكداً أنه لا يطلب عودة الصحبة ولا يرتجي رقةً لحاله. بل على النقيض تماماً، يعلن عن اكتماله الذاتي في غياب الآخر، في تصريح قوي بأن قيمته لا تُستمد من وجود غيره، فيقول “فأنا بغيرك كامل متكمل”. هذه النقلة النوعية من موقف الضحية إلى موقف صاحب الكبرياء تعكس نضجاً عميقاً وقدرة على استعادة التوازن النفسي.

وفي هذا الإطار من القوة المكتشفة، يمنح الشاعر “صاحبه” السابق مطلق الحرية في القطيعة والهجر، فإنه لا يبالي، وهذه اللاّمبالاة ليست تصنعاً، بل هي نتيجة حتمية لإدراكه بأن العلاقة قد ماتت بالفعل. ثم يتخذ النص منحىً تأملياً، فيصف القصة بأكملها كحكاية جميلة بدأت بصدق وانتهت بأسوأ مآل، مرجعاً السبب إلى “