مناهج المملكة العربية السعودية

ما الذي أبكى علي عليه السلام عند تغسيل السيدة الزهراء عليها السلام

السؤال: ما الذي أبكى علي عليه السلام عند تغسيل السيدة الزهراء عليها السلام؟

  • الإجابة: الذي أبكى أمير المؤمنين عليه السلام، هو رؤيته لأثر ضلعها المكسور أثناء تغسيلها.
  • شرح الإجابة:

    في تلك اللحظات الأخيرة من وداع الدنيا، وبينما كان الإمام علي عليه السلام، يقوم بواجبهِ الأخير تجاه شريكة دربه وبضعة المصطفى صلى الله عليه وآله، السيدة فاطمة الزهراء، حدث ما فطر قلبهُ الذي عُرف بالصبر والثبات. لم يكن بكاؤه مجرد دموع فراق لزوجة راحلة، بل كان انفجاراً لبركان من الأسى المكتوم، ولهذا قصة أعمق من مجرد الحزن على الموت.

    إن الموقف بطبيعته يفيض باللوعة، فتغسيل المرء لشريك حياته هو من أثقل المحن على النفس. بيد أن ما حوّل هذا الحزن إلى نشيجٍ مرير هو اكتشاف أمير المؤمنين، وهو يمرر يده على جسدها الطاهر، لأثر الضلع المكسور. هنا تكمن المأساة، فهذا الأثر لم يكن مجرد إصابة جسدية، بل كان شاهداً صامتاً على حجم الظلم والمعاناة التي تحملتها سيدة نساء العالمين في أيامها الأخيرة بعد وفاة أبيها، نبي الرحمة.

    لقد كانت تلك الإصابة تجسيداً مادياً لكل ما كابدته من غدر الزمان وقسوة القلوب، وهو أمرٌ أخفته عنه لتخفف من ألمه وهمومه الجسام. وفي تلك اللحظة، لم يرَ عليٌّ مجرد جرحٍ في جسد، بل رأى قصة صبرها العظيم وألمها الذي لم تشكُ منه. انهمرت دموعه إذن ليس فقط حزناً على رحيلها، بل قهراً على ما جرى عليها، وشعوراً بالأسى العميق لأنه لم يستطع حمايتها من تلك الأوجاع التي نُقشت على جسدها لتكون دليلاً أبدياً على مظلوميتها. كان بكاؤه صرخة ضمير التاريخ، ودمعة وفاء لعهدٍ قطعه مع رسول الله بأن يرعاها، ليكتشف في النهاية أن أعمق جراحها بقيت سراً حتى كشفها الموت.

    السابق
    كم فارق السن بين شهاب جوهر والهام الفضالة ويكيبيديا
    التالي
    اكتب ٧/١٦ ١ على صورة كسر عشري

    اترك تعليقاً