ما المقصود بالتوكيل

السؤال: ما المقصود بالتوكيل؟

• الإجابة: جعل الغير يقوم بنفس العمل المتعلق بالفاعل الموكِّل.

شرح الإجابة:

في جوهره، التوكيل هو عقد ثقة وتفويض، يمنح بموجبه شخصٌ، يُدعى “الموكِّل”، سلطة لشخص آخر، يُعرف بـ “الوكيل”، ليقوم بعمل معين نيابة عنه. الفكرة الأساسية هنا أن تصرفات الوكيل ضمن حدود الصلاحيات الممنوحة له، تُعتبر وكأنها صدرت من الموكِّل نفسه، وتترتب عليها كافة الآثار القانونية والحقوقية. إنها ليست مجرد مساعدة عابرة، بل هي إنابة رسمية تجعل النائب امتداداً لإرادة الأصيل في مسألة محددة.

ولكي تتضح الصورة أكثر، فإن هذه السلطة الممنوحة ليست مطلقة، بل هي مقيدة بالغرض الذي أُنشئت من أجله. فقد يمنح شخصٌ تفويضاً خاصاً لبيع سيارته فقط، وهنا لا يحق للوكيل تجاوز هذا الأمر، كأن يبيع منزله مثلاً. وفي المقابل، قد يكون التفويض عاماً يشمل إدارة كافة شؤون الموكِّل المالية أو القانونية. والأهم من ذلك، أن كل ما يقوم به الممثل في نطاق تفويضه يُلزم الأصيل بشكل مباشر، فإذا وقّع الوكيل عقد بيع السيارة، فكأنما المالك نفسه هو من وقّع.

ويتجلى هذا المبدأ بوضوح في مفاصل الحياة العملية التي لا يستطيع فيها الفرد إنجاز كل شيء بنفسه. على سبيل المثال، في المحاكم، يُعد المحامي وكيلاً عن المترافع، يتحدث باسمه ويقدم الدفوع نيابة عنه. وفي العالم التجاري، يعمل الوكيل العقاري كممثل للبائع، مفوضاً بالتفاوض وإتمام الصفقة. بل يمتد أثره ليشمل أبسط الأمور، كتفويض قريب باستلام وثيقة رسمية أو إجراء معاملة بنكية أثناء السفر، مما يجعله أداة لا غنى عنها لتسيير مصالح الناس.

وفي صميم هذه العلاقة التعاقدية، تقف ركيزة أساسية لا قيام لها بدونها، ألا وهي الثقة. فالموكِّل يضع ثقته الكاملة في أمانة وكفاءة من ينيبه. ومن ثم، فإن هذه الثقة تفرض على الوكيل مسؤولية جسيمة، فهو ليس مجرد مُنفّذ للأوامر، بل هو مؤتمن على حقوق غيره، وعليه أن يتصرف بما يحقق مصلحة من وكّله بكل إخلاص ودون تقصير، فأي تجاوز أو إهمال يُعد خيانة لهذه الأمانة ويُعرّضه للمساءلة.