حل سؤال: ما هو أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة؟ إكرام الضيف. توحيد الله. الحج.
- اجابة السؤال هي: توحيد الله.
شرح الإجابة:
في ذلك اليوم العظيم، يوم القيامة، حين تُنشر الدواوين وتوزن الأعمال، يتساءل الكثيرون عن ما هو العمل الذي يرجح كفة الحسنات، ويثقل الميزان. الإجابة تتجسد في كلمة واحدة عظيمة الأثر، بسيطة اللفظ، عميقة المعنى: توحيد الله.
التوحيد ليس مجرد لفظ يردده اللسان، بل هو اعتقاد راسخ في القلب، وإقرار كامل بالجوارح، وإيمان خالص لا يشوبه شرك. إنه الإيمان بأن الله واحد لا شريك له، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله. إنه إفراد الله بالعبادة، فلا نعبد إلا إياه، ولا ندعو إلا إياه، ولا نرجو إلا منه، ولا نخاف إلا منه.
ولكن، ما الذي يجعل توحيد الله بهذه الأهمية، حتى يكون أثقل ما يوضع في الميزان؟ ببساطة، لأنه الأساس الذي تُبنى عليه جميع الأعمال الصالحة. فالصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وغيرها من العبادات، لا قيمة لها عند الله إذا لم تكن مبنية على أساس متين من التوحيد الخالص. فالأعمال الصالحة ما هي إلا ثمار لشجرة التوحيد، فإذا كانت الشجرة سليمة وقوية، كانت الثمار طيبة ومباركة.
بعبارة أخرى، التوحيد هو بمثابة النية الصادقة التي تُقبل بها الأعمال. فالمسلم الموحد، عندما يقوم بأي عمل صالح، فإنه يفعله ابتغاء وجه الله وحده، لا يريد به رياء ولا سمعة، ولا يبتغي به جزاء ولا شكورا من أحد. هذا الإخلاص في النية هو الذي يجعل العمل مقبولا عند الله، ويثقل به الميزان يوم القيامة.
إقرأ أيضا:قراءة بطاقة المعلومات الغذائية تساعد على الوقاية من الأمراضوبالتالي، فإن إكرام الضيف، على فضله وأهميته في الإسلام، ليس بذات الثقل الذي يمثله التوحيد. فإكرام الضيف هو عمل صالح، ولكنه فرع من فروع الدين، بينما التوحيد هو الأصل الذي تتفرع منه جميع الفروع. وكذلك الحال بالنسبة للحج، فهو ركن من أركان الإسلام، ولكنه لا يغني عن التوحيد. فالحج الصحيح هو الحج الذي يؤديه المسلم وهو موحد لله، مخلص له الدين.
للتوضيح أكثر، تخيل أن لديك رصيدًا كبيرًا من المال في البنك، ولكنك لا تملك حسابًا باسمك. فهل تستطيع سحب هذا المال؟ بالطبع لا. وكذلك الحال بالنسبة للأعمال الصالحة، فإنها لا تُقبل عند الله إلا إذا كانت مرتبطة بحساب التوحيد الخالص.
ناهيك عن أن التوحيد يفتح الأبواب أمام رحمة الله ومغفرته. فالله تعالى وعد الموحدين بالجنة، وتوعد المشركين بالنار. وقد جاء في الحديث القدسي: “يا ابن آدم، لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتك بقرابها مغفرة”.
بالتالي، فإن الأعمال الصالحة، مهما عظمت، لا يمكن أن تعادل التوحيد في الأهمية والثقل. فالأعمال الصالحة هي بمثابة الأغصان والأوراق، بينما التوحيد هو الجذر الذي يغذي الشجرة كلها.
إضافة إلى ذلك، فإن التوحيد يمنح الإنسان شعورًا بالأمان والطمأنينة، ويحميه من الخوف والقلق. فالمسلم الموحد يعلم أن الله معه في كل مكان، وأنه القادر على كل شيء، وأنه لا يملك أحد ضره أو نفعه إلا بإذنه. هذا الشعور بالأمان والطمأنينة ينعكس على سلوك الإنسان وتصرفاته، فيكون أكثر ثباتًا وصدقًا وإخلاصًا في جميع أموره.
إقرأ أيضا:الطلاب يحبون حصة الرياضة. الخبر في الجملة السابقة يحبون حصة الرياضة. حصة. الرياضة.من جانب آخر، فإن التوحيد يدعو إلى الاستقامة والبعد عن المعاصي والذنوب. فالمسلم الموحد يعلم أن الله يراه في كل لحظة، وأنه سيحاسبه على كل صغيرة وكبيرة، لذلك فهو يحرص على أن يكون دائمًا على طاعة الله، وأن يتجنب كل ما يغضبه.
ختامًا، فإن توحيد الله هو أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة، لأنه الأساس الذي تُبنى عليه جميع الأعمال الصالحة، وهو مفتاح الجنة، وهو سبب النجاة من النار، وهو مصدر الأمان والطمأنينة في الدنيا والآخرة. لذا، يجب علينا جميعًا أن نحرص على تحقيق التوحيد الخالص في قلوبنا وأقوالنا وأفعالنا، وأن نسعى جاهدين إلى نشره بين الناس، لعل الله أن يرحمنا ويغفر لنا ويدخلنا الجنة برحمته. فالتوحيد هو جوهر الدين وخلاص البشرية.