ما هو الشيء الذي كانت الزهراء عليها السلام تشمه حين يغمى عليها؟
الإجابة: الشيء الذي كانت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام تستنشقه لتستعيد وعيها هو قميص والدها رسول الله صلى الله عليه وآله.
شرح الإجابة
إن ارتباط السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بقميص أبيها لم يكن مجرد تعلق عاطفي عادي، بل يمثل بُعداً أعمق بكثير يجسد علاقة استثنائية فريدة من نوعها، حتى لُقبت بـ “أم أبيها” لما كانت توليه له من رعاية وحنان. ومن هذا المنطلق، فإن هذا القميص لم يكن قطعة قماش، بل كان وعاءً يحمل أثراً مادياً وروحياً من والدها؛ فقد كان مُشبعاً بعبق جسده الشريف، وهو أريجٌ يختزل سنوات من القرب والمحبة والنور.
وهنا يكمن العمق في المسألة، فعندما كانت تواجهها الشدائد والأحزان العظيمة التي أدت بها إلى فقدان الوعي، خاصةً بعد رحيل سيد الخلق، كان الاتصال الوحيد القادر على اختراق تلك الحالة هو ما يربطها بأقوى مصدر للأمان والطمأنينة في حياتها. فالرائحة، كما هو معلوم، تمتلك قدرة هائلة على استدعاء أعمق الذكريات والمشاعر الكامنة في النفس، وهي أقوى الحواس ارتباطاً بالوجدان.
وعلى هذا الأساس، لم يكن استنشاقها لعبق القميص مجرد وسيلة لتنبيه الحواس، بل كان بمثابة استحضار حي لوجود خاتم الأنبياء والمرسلين في تلك اللحظات العصيبة. كانت تلك الرائحة تمثل الرابطة الروحية الملموسة، والصلة التي لا تنقطع، والجرعة المركزة من السكينة التي تعيد لروحها اتزانها ولجسدها وعيه. ففي عبق ذلك الثوب، تجد أثر النبوة، وحنان الأبوة، وذكرى من كان لها العالم بأسره.
إقرأ أيضا:يتمثل دور كل من nadh و fadh في عملية التنفس الخلوي في أنهما