ما هو جمع كلمة حليب؟
كلمة “حليب” في الأصل لا تُجمع لأنها اسم جنس، ولكن يمكن جمعها على أحْلِبَة أو ألبان عند الحاجة للدلالة على اختلاف الأنواع.
شرح الإجابة
لفهم هذه المسألة اللغوية بدقة، علينا أن نغوص في طبيعة الكلمة نفسها ضمن قواعد اللغة العربية. إن كلمة “حليب” في جوهرها هي اسم جنس إفرادي، وهذا مصطلح يعني أنها تدل على المادة كلها، سواء كانت قليلة أم كثيرة، تماماً مثل كلمة “ماء” أو “ذهب”. فأنت لا تحتاج لجمعها لتقول إن لديك الكثير منها، فالكلمة بمفردها تفي بالغرض. ولهذا السبب، فإن المعاجم اللغوية الكبرى مثل لسان العرب والمعجم الوسيط لا تذكر لها صيغة جمع قياسية، بل تعرفها بأنها اللبن المحلوب من الأنعام.
غير أن المسألة لا تقف عند هذا الحد، فمرونة اللغة تفتح آفاقاً أخرى. ماذا لو أردنا الحديث عن أنواع مختلفة من الحليب، كحليب الأبقار وحليب الماعز وحليب الإبل؟ هنا، ننتقل من الحديث عن المادة الواحدة إلى الحديث عن أصناف متعددة. في هذه الحالة الاستثنائية، يجيز علماء اللغة اشتقاق صيغة جمع لها قياساً على كلمات مشابهة في الوزن. فيمكن جمع “حليب” على وزن “فعيل” لتصبح أحْلِبَة على وزن “أفْعِلة”، تماماً كما نجمع كلمة رغيف على أرغفة.
وهناك وجه آخر للمسألة، وهو اعتبار كلمة “حليب” مرادفاً تاماً لكلمة لبن. وبما أن كلمة “لبن” تُجمع جمعاً مشهوراً ومعروفاً وهو ألبان، فيمكن استخدام هذا الجمع للدلالة على أنواع الحليب المختلفة أيضاً. فالمسألة إذن تتعلق بالسياق والقصد من الكلام؛ فإن كنت تتحدث عن الحليب كمادة خام، فلا جمع لها. أما إن كنت تقصد أنواعاً وأصنافاً، فلك أن تستخدم أحْلِبَة قياساً، أو ألبان توسعاً في المعنى.
إقرأ أيضا:ليس من السهل ضغط السوائل؛ وذلك لأن جسيماتها متراصة على نحو قوي