مناهج المملكة العربية السعودية

ما هو لقب أشهر سجين في الباستيل قبل الثورة الفرنسية

السؤال: ما هو لقب أشهر سجين في الباستيل قبل الثورة الفرنسية؟

  • الإجابة: ذو القناع الحديدي.

شرح الإجابة:

قبل أن تهدر أصداء الثورة الفرنسية في شوارع باريس، كان حصن الباستيل الشاهق يمثل رمزاً للقوة الملكية المطلقة، وفي أعماقه المظلمة، احتُجز نزيل غامض أصبح اسمه أسطورة خالدة. هذا السجين، الذي لم يُعرف اسمه الحقيقي قط، اكتسب لقباً حبكته الأسرار والغموض وهو “ذو القناع الحديدي”، ليصبح بذلك أشهر معتقل في تاريخ هذا المعقل الرهيب.

تبدأ فصول هذه القصة المحيرة في عهد الملك لويس الرابع عشر، حيث تم اعتقال رجل مجهول الهوية، وفُرض عليه ارتداء قناع بشكل دائم لإخفاء ملامحه عن العالم. لم يكن هذا القناع من الحديد الصلب كما توحي التسمية الشائعة، بل كان على الأرجح من المخمل الأسود، لكن أسطورة المعدن أضافت ثقلاً ورهبة للحكاية. اللافت في الأمر أن هذا الأسير لم يُعامل كعامة السجناء، بل قُدمت له معاملة استثنائية توحي بمكانته الرفيعة، مما أثار سيلاً من التكهنات حول شخصه الحقيقي والسر الجسيم الذي يحمله.

ومن هنا، تتشعب الروايات وتتعدد النظريات حول هوية هذا الرجل. فالبعض ذهب إلى أنه قد يكون الأخ التوأم للملك لويس الرابع عشر، والذي تم إخفاؤه لمنع أي نزاع مستقبلي على العرش. بينما طرح آخرون فرضية كونه ابناً غير شرعي للملك، أو ربما جنرالاً أو دبلوماسياً علم سراً خطيراً يهدد استقرار المملكة. كل نظرية كانت تضيف طبقة جديدة من الغموض، محولة السجين إلى لغز تاريخي فريد.

بيد أن الخيط الذي ينسج هذه الأسطورة ويربطها بالوعي العام يعود بشكل كبير إلى فلاسفة عصر التنوير. فقد كان الكاتب والمفكر الشهير فولتير، الذي ذاق هو نفسه مرارة السجن في الباستيل بسبب كتاباته النقدية، من أوائل من كتبوا عن هذا النزيل الغامض وروجوا لقصته. لقد استخدم فولتير حكاية “ذو القناع الحديدي” كأداة رمزية قوية لفضح الظلم والاستبداد الذي تمارسه السلطة، حيث يمثل الرجل المقنع كل إنسان تُسلب حريته ويُطمس صوته بأمر ملكي تعسفي.

وهكذا، لم يعد هذا السجين مجرد فرد، بل تحول إلى فكرة ورمز خالد. قصته أصبحت تجسيداً حياً لطغيان “رسائل الختم” (lettres de cachet) التي كانت تخول للملك سجن أي شخص دون محاكمة أو تهمة واضحة. لقد أصبح “ذو القناع الحديدي” بذلك الشبح الذي يطارد ضمير النظام الملكي، ووقوداً أشعل جذوة السخط التي أدت في نهاية المطاف إلى اقتحام الباستيل نفسه وسقوطه، معلناً بزوغ فجر جديد في تاريخ فرنسا.

 

السابق
اكتب معادلة المستقيم المار بالنقطة (2 ، 5) وميله يساوي 3
التالي
اكتب معادلة المستقيم المار بالنقطة ( 1 ، 0) وميله 1

اترك تعليقاً