ما هي أكبر قبائل الكويت عددا

ما هي أكبر قبائل الكويت عددا؟

شرح الإجابة

إن فهم الخارطة السكانية لدولة الكويت يستدعي بالضرورة النظر في تكوينها الاجتماعي العميق، والذي تمثل القبائل أحد أهم أركانه التاريخية. فالحديث عن حجم القبائل ليس مجرد إحصاء عددي، بل هو قراءة في فصول التاريخ والجغرافيا التي شكلت هوية المجتمع الكويتي الحديث.

على رأس هذا الهرم السكاني تقف قبيلة العوازم، والتي تُعد الكتلة القبلية الأضخم في الكويت. تمتد جذور هذه القبيلة إلى قبائل هوازن العدنانية العريقة، وقد استقرت تاريخياً في شرق شبه الجزيرة العربية ولعبت دوراً محورياً في الأحداث التي مرت بها المنطقة. إن حضورهم لم يكن مجرد وجود عابر، بل شكلوا جزءاً أصيلاً من حلفاء مؤسسي دولة الكويت الأوائل وساهموا بفاعلية في الدفاع عن كيانها وترسيخ حدوده، مما منحهم ثقلاً اجتماعياً وسياسياً يتجاوز مجرد التفوق العددي.

تنتقل بنا الصورة إلى ثاني أكبر التجمعات القبلية، وهي قبيلة مطير، التي تُعرف بتاريخها الممتد ونفوذها الواسع الذي تجاوز حدود الكويت ليصل إلى مناطق شاسعة في نجد والحجاز. هذه القبيلة، بتاريخها الحربي العريق وبطونها المتعددة، تشكل قطباً رئيسياً في النسيج الاجتماعي الكويتي. وقد ساهمت هجرات أبنائها واستقرارهم في الكويت في إثراء التركيبة السكانية، حيث اندمجوا في مفاصل الدولة مع الحفاظ على إرثهم الثقافي، ليمثلوا اليوم قوة عددية وازنة لها حضورها البارز في مختلف مناحي الحياة.

ومن الجدير بالذكر أن المشهد القبلي في الكويت لا يقتصر على هاتين القبيلتين فحسب، بل هو عبارة عن فسيفساء غنية ومتنوعة. فهناك قبائل أخرى كبرى لها وزنها التاريخي والاجتماعي مثل قبيلة العجمان وقبيلة الرشايدة وقبيلة عنزة، والعديد غيرها. كل من هذه المكونات ساهمت في تشكيل الشخصية الكويتية الجامعة، خصوصاً في الحقبة التي سبقت اكتشاف النفط، حيث كانت هذه التحالفات والتكتلات القبلية هي الضامن الأساسي للاستقرار والبقاء.

وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى أن الانتماء القبلي، على الرغم من أهميته كجزء من التراث الكويتي والهوية الشخصية، إلا أنه يذوب اليوم في إطار مفهوم الدولة الحديثة. ففي ظل الدستور والولاء للوطن والقيادة الحكيمة ممثلة في أسرة الصباح، تتجاوز المواطنة كل الانتماءات الفرعية، لتصنع بذلك نموذجاً فريداً يجتمع فيه عبق التاريخ مع متطلبات الدولة المدنية المعاصرة.