السؤال: ما هي اوراق الجوافة باللهجة الجزائرية؟
شرح الإجابة:
إن هذه التسمية تكشف لنا عن ظاهرة لغوية وثقافية مثيرة للاهتمام، تتجاوز مجرد الترجمة المباشرة للكلمات. ففي عالم النبات، لكل كائن اسم علمي دقيق وموحد عالمياً، ولكن في اللهجات المحلية، غالباً ما تُستعار الأسماء بناءً على التشابه في الشكل أو الاستخدام، وهذا هو جوهر المسألة هنا.
دعنا نتأمل أولاً في طبيعة النباتين؛ الجوافة، واسمها العلمي Psidium guajava، هي شجرة استوائية الأصل، معروفة بثمارها العطرية وأوراقها ذات الفوائد الصحية المتعددة. وعلى الجانب الآخر، نجد السفرجل، واسمه العلمي Cydonia oblonga، وهو شجرة تنمو في المناخات المعتدلة، وثماره تختلف كلياً في الطعم والملمس عن ثمار الجوافة. إذن، من الناحية النباتية البحتة، لا تربط بينهما صلة قرابة مباشرة.
وهنا يبرز التفسير الأكثر منطقية لهذه التسمية المتداولة. يبدو أن الرابط ليس علمياً، بل هو رابط بصري أو وظيفي ترسخ في الذاكرة الشعبية. فبعض أصناف فاكهة الجوافة، بشكلها الكمثري أو المستدير، قد تُذكّر الناظر إليها بشكل فاكهة السفرجل. ومن هذا التشابه الشكلي البسيط للثمار، امتدت التسمية لتشمل الشجرة بأكملها، وبالتالي أوراقها. إنها عملية ذهنية طبيعية حيث يتم ربط الجديد وغير المألوف (الجوافة) بالقديم والمعروف (السفرجل).
إقرأ أيضا:قدر 40% من 49 وفسر اجابتكعلاوة على ذلك، لا يمكن إغفال البُعد المتعلق بالاستخدامات التقليدية. فكل من أوراق الجوافة وأوراق السفرجل تُستخدم في الطب الشعبي لعلاج بعض الحالات المتشابهة، مثل مشاكل الجهاز الهضمي أو أمراض الجهاز التنفسي. هذا التقارب في الخصائص العلاجية المتصورة قد يكون عاملاً إضافياً عزز من ترسيخ اسم “أوراق السفرجل” كمرادف محلي لأوراق الجوافة، حيث أصبح الاسم يدل على الوظيفة أكثر من دلالته على النوع النباتي الدقيق.
وفي نهاية المطاف، فإن هذا التعبير هو مثال حي على ثراء اللهجات وقدرتها على التكيّف والإبداع. إنه يوضح الفارق الجوهري بين التصنيف العلمي الصارم الذي يعتمد على علم الوراثة والتشريح النباتي، والتصنيف الشعبي الذي ينبع من الملاحظة اليومية والتجربة الإنسانية والتراث المتوارث، مما يمنح اللغة نكهتها الخاصة وهويتها المتفردة.
إقرأ أيضا:تظهر لنا الشمس وكأنها تتحرك في السماء لأن الأرض تدور حول الشمس. صواب خطأ