حل سؤال: ما يدل على أن الأنبياء لا يعلمون الغيب عدم معرفة سليمان عليه السلام بحال سبأ في اليمن.
- الإجابة على السؤال هي: صواب.
شرح الإجابة:
لكي نفهم هذا الأمر بشكل واضح، علينا أن ندرك أن الأنبياء، عليهم السلام، هم بشر مثلنا، اختارهم الله لحمل رسالته وتبليغها للناس. هم يتمتعون بصفات عظيمة ومكانة رفيعة، لكنهم مع ذلك لا يمتلكون علم الغيب المطلق. علم الغيب هو صفة خاصة بالله وحده، وهو العلم الشامل بكل ما كان وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون.
الأنبياء يتلقون الوحي من الله، وهذا الوحي قد يتضمن بعض الأمور الغيبية التي يطلعهم الله عليها لحكمة معينة، مثل الإخبار عن بعض الأحداث المستقبلية أو بعض الأمور الخفية. ومع ذلك، فإن هذا العلم الغيبي الذي يمنحه الله لهم هو علم محدود ومقيد بإرادته سبحانه.
قصة النبي سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ خير دليل على هذا الأمر. فقد كان لسليمان عليه السلام مملكة عظيمة وجيش قوي، وكان يسخر الجن والطير في خدمته. وفي يوم من الأيام، تفقد سليمان الطير، فلاحظ غياب الهدهد. وعندما عاد الهدهد، أخبر سليمان عليه السلام عن مملكة سبأ وعن ملكتهم بلقيس، وعن عبادتهم للشمس من دون الله.
هنا نلاحظ أن سليمان عليه السلام لم يكن يعلم شيئًا عن مملكة سبأ قبل أن يخبره الهدهد. ولو كان يعلم الغيب، لما احتاج إلى الهدهد ليخبره عن هذه المملكة. هذا الأمر يدل بوضوح على أن الأنبياء لا يعلمون الغيب المطلق، وأن علمهم مقيد بما يعلمهم الله به.
إقرأ أيضا:من إنجازات وطني: استخراج النفط في الربع الخالي من حقل شيبةوبعبارة أخرى، إن عدم معرفة سليمان عليه السلام بحال سبأ في اليمن قبل إخبار الهدهد له، يؤكد أن الأنبياء، على الرغم من مكانتهم الرفيعة وقربهم من الله، لا يمتلكون القدرة على الإحاطة بكل شيء، ولا يعلمون الغيب إلا بما أعلمهم الله به. إن هذه القصة تحمل في طياتها درسًا عظيمًا لنا، وهو أن ننسب العلم المطلق لله وحده، وأن نؤمن بأن الأنبياء هم بشر اصطفاهم الله، وأن علمهم محدود ومقيد بإرادته سبحانه.
علاوة على ذلك، فإن هذا الأمر لا ينتقص من قدر الأنبياء، بل يزيده رفعة وعظمة. فالأنبياء هم قدوة لنا في التواضع والاعتراف بفضل الله، وهم يعلموننا أن العلم المطلق لله وحده، وأن علينا أن نسعى لطلب العلم والمعرفة، وأن ننسب الفضل في ذلك إلى الله سبحانه.
أضف إلى ذلك، أن الإيمان بأن الأنبياء لا يعلمون الغيب هو جزء أساسي من عقيدتنا الإسلامية. فالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يؤكدان على أن علم الغيب هو لله وحده، وأن الأنبياء لا يعلمون الغيب إلا بما أعلمهم الله به.
لذا، فإن القول بأن عدم معرفة سليمان عليه السلام بحال سبأ في اليمن يدل على أن الأنبياء لا يعلمون الغيب هو قول صائب وموافق للعقيدة الإسلامية.
## أسئلة شائعة:
### هل كان بإمكان سليمان عليه السلام معرفة مكان سبأ بطريقة أخرى غير الهدهد؟
إقرأ أيضا:من الأسواق المشهورة عند العرب قبل الإسلام سوق عكاظ في الطائف صواب خطانعم، ربما كان بإمكانه معرفة ذلك بطرق أخرى، لكن القصة كما وردت في القرآن الكريم تبين أن الهدهد هو من أتى بالخبر. والهدف من القصة ليس بيان قدرة سليمان على معرفة الأمور، بل التأكيد على أن الأنبياء لا يعلمون الغيب المطلق.
### هل يعني هذا أن الأنبياء لم يكونوا يعلمون شيئًا عن المستقبل؟
لا، الأنبياء كانوا يعلمون بعض الأمور عن المستقبل، ولكن هذا العلم كان محدودًا ومقيدًا بما أوحاه الله إليهم. وهذا الوحي كان لحكمة معينة، مثل تحذير الناس من خطر قادم أو تبشيرهم بخير سيأتي.
### ما هي الحكمة من أن الأنبياء لا يعلمون الغيب؟
إقرأ أيضا:رفعت ندى تحفة كتلتها 10kg من الأرض إلى رف ارتفاعه 1.2m فماهو الشغل الذي بذلته ندىالحكمة من ذلك هي التأكيد على أن العلم المطلق لله وحده، وأن الأنبياء هم بشر اصطفاهم الله، وأن علمهم محدود ومقيد بإرادته سبحانه. وهذا الأمر يدعونا إلى التواضع والاعتراف بفضل الله، وإلى السعي لطلب العلم والمعرفة، وإلى نسبة الفضل في ذلك إلى الله سبحانه.
### هل يجوز أن نطلب من الأنبياء أن يخبرونا عن الغيب؟
لا يجوز ذلك. فالأنبياء قد ماتوا، وهم لا يملكون القدرة على الإخبار عن الغيب. وطلب الإخبار عن الغيب من غير الله هو نوع من الشرك بالله، وهو أمر محرم في الإسلام.
### ما هي أهمية الإيمان بأن الأنبياء لا يعلمون الغيب؟
الإيمان بأن الأنبياء لا يعلمون الغيب هو جزء أساسي من عقيدتنا الإسلامية. فهو يساعدنا على فهم حقيقة الأنبياء ومكانتهم، وعلى توجيه عبادتنا ودعائنا إلى الله وحده، وعلى تجنب الشرك بالله.