السؤال: متى يبدأ الثلث الأخير من الليل في يوم عرفة؟
- الإجابة: يتم تحديد بداية الثلث الأخير من الليل في يوم عرفة عبر حساب المدة الزمنية الكاملة بين غروب الشمس وطلوع الفجر، ومن ثم تقسيم هذه المدة على ثلاثة أجزاء متساوية؛ حيث يبدأ وقته مع بداية الجزء الثالث والأخير.
شرح الإجابة:
إن فهم التوقيت الدقيق للثلث الأخير من الليل، لا سيما في يومٍ جليل القدر كيوم عرفة، لا يعتمد على ساعة ثابتة أو توقيت مُعلَّب للجميع، بل هو عملية حسابية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحركة الكون ونظام الشمس والأرض. فجوهر المسألة يكمن في أن طول الليل يختلف ويتغير، فهو ليس كيانًا جامدًا، بل يتمدد ويتقلص تبعًا للموقع الجغرافي على خريطة العالم، وكذلك تبعًا للفصل من فصول السنة. ومن هذا المنطلق، فإن مفتاح معرفة هذا الوقت المبارك هو القياس النسبي وليس التوقيت المطلق.
ولكي نصل إلى هذا التوقيت، علينا أولًا تحديد نقطتي البداية والنهاية للفترة الليلية، وهما لحظة غروب الشمس بشكل كامل وبداية وقت صلاة المغرب، ولحظة بزوغ الفجر الصادق وبداية وقت صلاة الفجر. المسافة الزمنية المحصورة بين هذين الحدثين هي المدة الإجمالية لليل. بعد استخلاص هذه المدة بالساعات والدقائق، نقوم بقسمتها على الرقم ثلاثة. الناتج الذي نحصل عليه يمثل مقدار “الثلث الواحد” من الليل. فإذا كان الليل، على سبيل المثال، يمتد لتسع ساعات، فإن الثلث الواحد منه يساوي ثلاث ساعات، وبالتالي يبدأ الثلث الأخير عند انقضاء ست ساعات من بداية المغرب. وبالمثل، لو امتد الليل لاثنتي عشرة ساعة، فإن الثلث الأخير منه يبدأ مع بداية الساعة التاسعة ليلًا ويستمر حتى الفجر.
إقرأ أيضا:حل المعادلة س ١٢ = ٥ هويترتب على هذا الفهم أن حساب بداية وقت النزول الإلهي في ليلة عرفة يتطلب معرفة بتوقيتي المغرب والفجر في ذلك اليوم تحديدًا وفي المكان الذي يتواجد فيه الشخص. إن هذه الطريقة الحسابية الدقيقة تعكس عظمة النظام التشريعي الذي يراعي كل المتغيرات الكونية، فلا يفرض توقيتًا واحدًا على أهل الأرض كافة، بل يمنح كل إنسان في كل بقعة أداة يقيس بها وقته للصلة بخالقه. فالمسألة إذن ليست مجرد رقم على ساعة، بل هي رحلة تبدأ برصد الأفق وتنتهي بمناجاة عظيمة في وقت السحر، وهو ذروة السكون وأصفى أوقات اللقاء الروحي بين العبد وربه.
إقرأ أيضا:الموارد غير المتجددة يمكن تعويضها أو استعمالها مرة أخرى