السؤال: من أطلق اسم (مزون على عمان)؟
- الإجابة: الحضارة الساسانية الفارسية هي التي أطلقت على عُمان تسمية “مزون”.
شرح الإجابة:
في حقبة تاريخية تمتد بين القرنين الثالث والسابع الميلادي، وتحديداً من عام 224م إلى 629م، كانت المنطقة تشهد هيمنة قوة كبرى هي الإمبراطورية الساسانية. هذه الحضارة الفارسية العريقة، التي بسطت نفوذها على مساحات شاسعة، هي التي منحت إقليم عُمان هذا اللقب المميز “مزون” خلال فترة حكمها له.
بيد أن هذه التسمية لم تكن مجرد مُسمى إداري أو سياسي عابر، بل كانت تحمل في طياتها وصفاً دقيقاً لطبيعة الأرض العُمانية. فكلمة “مزون” في اللغة العربية تشير إلى السُحب المثقلة بالماء والغيث، وهو ما يعكس انطباع الفرس عن هذه المنطقة التي كانت، وما زالت، تتميز بوفرة مواردها المائية وخصوبتها مقارنةً بالعمق الصحراوي لشبه الجزيرة العربية. لقد رأوا فيها أرضاً ترويها الأمطار الموسمية وتتفجر من أرجائها الينابيع وتجري في ربوعها الأودية، فكان الاسم بمثابة شهادة على تفردها الجغرافي.
يترتب على ذلك أن هذا اللقب لم يكن شعرياً فحسب، بل كان أيضاً تعبيراً عن الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لعُمان في المنظور الساساني. فالأرض التي حباها الله بالماء كانت مركزاً زراعياً وسكانياً مهماً، فضلاً عن كونها محوراً حيوياً في شبكة التجارة البحرية القديمة ومصدراً لسلع ثمينة كالنحاس واللبان. وعليه، فإن إطلاق اسم “مزون” لم يكن إلا اعترافاً بقيمة هذه الجوهرة الواقعة على ساحل بحر العرب، وتأكيداً على مكانتها كولاية غنية ومزدهرة ضمن النفوذ الساساني آنذاك.
إقرأ أيضا:الدكتور عبدالله بن سالم المعطاني ويكيبيديا – السيرة الذاتية وسبب الوفاة