إجابة سؤال: من الألفاظ المنهي عنها قول لولا الطبيب مات فلان. صواب خطأ
- الجواب: صواب. قول “لولا الطبيب مات فلان” من الألفاظ المنهي عنها شرعًا.
شرح الإجابة:
هذا التعبير يحمل مخالفة عقدية خطيرة، لأنه ينسب دفع الموت إلى الطبيب وحده، مما يُفهم منه الاعتماد على المخلوقين استقلالًا، وهذا يتعارض مع عقيدة التوحيد التي تقتضي الإيمان بأن الله وحده هو المحيي والمميت. إذ لا أحد يستطيع أن يهب الحياة أو يدفع الموت إلا بإرادة الخالق، والطب والأطباء مجرد أسباب، والأسباب لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله عز وجل.
النصوص الشرعية جاءت واضحة في النهي عن الألفاظ التي توهم أن للمخلوق قدرة ذاتية مستقلة، فالمسلم يجب أن يُعظم القدر الإلهي ويوقن أن الشفاء والحياة والموت كلها تحت مشيئة الله، مهما بذل الأطباء من جهود، أو تطورت الوسائل الطبية الحديثة مثل الأدوية والأجهزة العلاجية والتقنيات الجراحية.
لذلك، القول الصحيح إذا أراد الإنسان أن يُعبر عن فضل الطبيب أن يقول: “شفاه الله على يد الطبيب” أو “كان الطبيب سببًا في شفائه”، لأن السببية لا تُنافي العقيدة إذا لم يتم نسب الفعل إلى السبب استقلالًا عن الله. وهذه التعبيرات الشرعية تحفظ التوحيد وتحقق الاعتراف بفضل المخلوق دون أن تُخل بمرتبة الخالق.
إقرأ أيضا:الإعصار القمعي هو عاصفة قوية مع الرياح الدوارة تتشكل على الأرض صواب خطأكما أن هناك فرقًا عظيمًا بين الاعتراف بالسبب المشروع وبين الوقوع في الشرك اللفظي، الذي قد يؤدي بالإنسان إلى الخروج من دائرة الإيمان الصحيح دون أن يشعر، خاصة إذا كان يتلفظ بهذه العبارات في مواقف الانفعال أو التأثر دون تدبر.
من هنا تظهر أهمية العناية باللسان وتربية النفس على انتقاء الألفاظ بعناية، بحيث تكون كل العبارات موافقة لما جاء به الكتاب والسنة، وهذا منهج نبوي أصيل دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: “وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟”.
إقرأ أيضا:الإيمان بأسماء الله وصفاته كما جاء في الكتاب والسنة هو توحيد الأولوهية صواب خطأختامًا، إدراك هذه المسألة يغرس في القلب تعظيم الله، ويزيد الإنسان توكلًا عليه، ويجعله دائمًا يرجع إلى القدرة الإلهية المطلقة مع استثمار الأسباب المشروعة بحكمة ووعي. فلا غنى عن الطبيب ولا عن العلاج، ولكن مع اليقين أن النجاح والفشل، الحياة والموت، كلها بيد الله وحده.