السؤال: من القائل في حق فاطمة الزهراء عليها السلام: ويلٌ لمن ظلمها، ويلٌ لمن ابتزّها حقّها، وويلٌ لمن هتك حرمتها؟
شرح الإجابة:
هذا القول العظيم، الذي ينطلق من فم النبي الأكرم، يعد بمثابة تحذير بالغ الخطورة وذو دلالات عميقة جداً. عندما يتحدث النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن ابنته، السيدة فاطمة الزهراء، فإن هذه العلاقة تتجاوز مجرد القرابة الأبوية؛ فالسيدة الزهراء ليست مجرد ابنة للنبي، بل هي ركن أساسي في منظومة أهل البيت الكرام وسيدة من سيدات البشرية. هذا البيان النبوي الشديد يوضح مكانتها الرفيعة في الإسلام ويُبرز ضرورة إكرامها.
يتضح من هذا البيان أن استخدام كلمة “ويل” ليس عابراً، بل هو إعلان عن مصير قاس ومحزن لكل من يحاول الإساءة إلى شخصها أو حقوقها. “الويل” هنا يشير إلى الهلاك أو الدمار، وهو تحذير إلهي لمن يتطاول على كرامتها. فكل من يظلمها أو يحاول ابتزازها حقها، أي سلب ما تملكه أو تستحقه، أو ينتهك حرمتها التي هي جزء من قدسية البيت النبوي، يضع نفسه في مواجهة مباشرة مع تحذير سماوي صريح. كانت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام رمزاً للطهر والقدوة الحسنة، ولذلك فإن المساس بها هو مساس بالرسالة النبوية ذاتها.
إقرأ أيضا:النفايات الرقمية هي اجهزة رقمية تسبب التلوث في الماء والهواء والتربة صواب خطأوعلاوة على ذلك، فإن سياق هذا الحديث النبوي الشريف يأتي ليؤكد على مكانة عترة الرسول صلى الله عليه وآله، التي تعد السيدة الزهراء جزءاً لا يتجزأ منها. فكما أن النبي هو خاتم الأنبياء، فإن حماية هذا البيت الشريف كانت محل اهتمام بالغ من الرسول، صلى الله عليه وآله. بالتالي، فإن هذا التحذير القوي يهدف إلى حماية هذه الجوهرة الثمينة من كل ما يمكن أن يلحق بها من أذى أو ظلم، وهو تأكيد على أن حقها ومكانتها يجب أن يحظيا باحترام مطلق من جميع المسلمين.
ختاماً، تبقى هذه الكلمات بمثابة تذكير دائم بضرورة إحقاق العدل والابتعاد عن الظلم في كافة صوره، خاصة فيما يتعلق بشخصيات بهذه المنزلة الرفيعة. إنها رسالة قوية من النبي صلى الله عليه وآله إلى أمته، مفادها أن احترام حقوق السيدة فاطمة الزهراء هو جزء أساسي من إكرام الرسالة النبوية ذاتها. منزلتها السامية تفرض على الجميع ضرورة التقدير والعرفان، والابتعاد عن كل ما يمكن أن يخدش كرامتها أو يبتز حقها المشروع.
إقرأ أيضا:خمن ما القاعدة التي يمكنك استعمالها لتحدد إشارة الفرق بين عددين صحيحين