من اين نحصل على شعر فرشاة الرسم

السؤال: من اين نحصل على شعر فرشاة الرسم؟

شرح الإجابة:

إن عالم أدوات الرسم، وتحديداً فرشاة الفنان، يرتكز على تمايز جوهري في أصل الشعيرات التي تتكون منها، فهذا الأصل هو ما يحدد أداءها وقيمتها. ينقسم منشأ هذه الشعيرات إلى مسارين لا ثالث لهما: المسار الأول هو المسار الطبيعي، الذي يعتمد على استخلاص الشعر من كائنات حية، والمسار الآخر هو الصناعي، الذي يعتمد على تكوين ألياف تحاكي خصائص الشعر الطبيعي في المختبرات. ومن هذا المنطلق، تتشكل هوية كل فرشاة وتتحدد طبيعة استخدامها المثلى.

أما عن المصدر الطبيعي، فهو الأكثر عراقة والأعلى شأناً في نظر غالبية الرسامين المحترفين. إذ يتم الحصول على هذه الشعيرات الثمينة من حيوانات مختارة بعناية، مثل وبر السنجاب المعروف بنعومته الفائقة وقدرته على امتصاص كميات كبيرة من الماء، مما يجعله مثالياً للألوان المائية. وهناك أيضاً شعر ذيول الخيول والثيران الذي يمتاز بصلابته، وشعر الماعز، وكذلك شعيرات الخنزير البري الخشنة التي لا غنى عنها في التعامل مع الألوان الزيتية ذات القوام الكثيف. إن عملية جمع ومعالجة هذا الشعر الطبيعي تتطلب دقة ومهارة، وهو ما يفسر تكلفتها المرتفعة.

على الجانب الآخر، نجد البديل الصناعي الذي أحدث ثورة في إتاحة أدوات الفن للجميع. تُصنّع هذه الشعيرات، التي تجدها بوفرة في المكتبات ومتاجر الأدوات الفنية، من ألياف اصطناعية كالنايلون أو البوليستر. لقد صُممت هذه الألياف لتقليد ملمس ومرونة الشعر الطبيعي، بل وتتفوق عليه أحياناً في جوانب معينة، كالمتانة ومقاومة المذيبات الكيميائية القوية، فضلاً عن سهولة تنظيفها. يمثل هذا الخيار حلاً عملياً واقتصادياً، خاصة للطلبة والهواة في بداية مسيرتهم الفنية.

وفي المحصلة، ينبثق عن هذا التمايز بين المصدرين عامل حاسم وهو التكلفة والتفضيل الشخصي. فالفرش ذات الشعر الطبيعي، نظراً لندرة مصدرها وتعقيد تحضيرها، تكون باهظة الثمن وتعتبر استثماراً فنياً. بينما توفر الفرش الصناعية بديلاً ذا جودة عالية وبأسعار معقولة. وعليه، فإن اختيار الفنان للفرشاة لا يعتمد فقط على نوع اللوحة التي يزمع رسمها، بل يتوقف أيضاً على خبرته، وأسلوبه الفني، والميزانية المتاحة له، ليجد الأداة التي تستجيب بدقة لحركة يده ورؤيته الإبداعية.