حل سؤال: من سن سنة حسنة فله أجر قيامه بالعمل فقط.
الاجابة على السؤال هي: خطأ، بل له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
شرح الإجابة:
إن هذا السؤال يطرح قضية جوهرية في فهمنا للإسلام، وتحديدًا في كيفية تقدير الدين للأعمال الصالحة وأثرها الممتد. فالمقولة الصحيحة، والتي تستند إلى حديث نبوي شريف، تؤكد أن من يبدأ سنة حسنة، أي عملًا صالحًا ومستقيمًا يقتدي به الناس، فإنه لا يحصل فقط على أجر قيامه بهذا العمل في حياته، بل يمتد هذا الأجر ليشمل أجر كل من عمل بهذا العمل الصالح واقتدى به إلى يوم القيامة.
لكن، لكي نفهم هذا المعنى بعمق، دعنا نتأمل في بعض الجوانب الهامة. أولًا، السنة الحسنة ليست مجرد فعل عابر، بل هي تأسيس لنهج قويم، ومبادرة خير تفتح الباب أمام الآخرين للسير على خطاها. تخيل أنك ابتكرت طريقة جديدة لمساعدة الفقراء في مجتمعك، وقام الآخرون بتقليد طريقتك وتوسيع نطاقها، فإنك ستنال أجرًا مضاعفًا عن كل شخص استفاد من هذا العمل، وذلك لأنك كنت الشرارة الأولى التي أضاءت الطريق.
في الحقيقة، هذا المفهوم يجسد روح التعاون والتكافل في الإسلام، ويشجع المسلمين على المبادرة بفعل الخير ونشره بين الناس. فالأجر لا يقتصر على الفاعل الأصلي، بل يتعداه إلى كل من ساهم في نشر هذا الخير وتوسيع دائرته. وهذا يشجع على الابتكار في مجال الخير، وتقديم حلول جديدة للتحديات التي تواجه المجتمع.
إقرأ أيضا:ما اهم اشكال التكاثفعلاوة على ذلك، فإن هذا الحديث يحمل في طياته دلالة عميقة على المسؤولية الاجتماعية. فكل فرد في المجتمع مسؤول عن نشر الخير والفضيلة، وترك بصمة إيجابية في حياة الآخرين. وعندما يدرك الإنسان أن عمله الصالح قد يمتد أثره لأجيال قادمة، فإنه سيحرص على أن يكون هذا العمل متقنًا ومستدامًا.
على النقيض من ذلك، فإن من سن سنة سيئة، أي فعلًا ضارًا أو مفسدًا يقتدي به الناس، فإنه يتحمل وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة. وهذا يحذرنا من التسبب في نشر الشر والفساد، ويدعونا إلى التفكير مليًا قبل الإقدام على أي عمل قد يكون له عواقب وخيمة على المجتمع.
وبالتالي، فإن الحديث النبوي الشريف يضعنا أمام معادلة دقيقة: الخير يجر الخير، والشر يجر الشر. ومن يختار طريق الخير، فإنه يفتح لنفسه بابًا واسعًا من الأجر والثواب، ومن يختار طريق الشر، فإنه يجلب على نفسه وزرًا عظيمًا.
من ناحية أخرى، تجدر الإشارة إلى أن الأجر الذي يحصل عليه من سن سنة حسنة لا يقتصر على الأجر المادي أو المعنوي في الدنيا، بل يتعداه إلى الأجر الأخروي الذي ينتظره في الآخرة. فالله عز وجل كريم، وهو يجزي المحسنين بأحسن الجزاء، ويضاعف لهم الأجر والثواب.
في نهاية المطاف، فإن هذا المفهوم يدعونا إلى أن نكون فاعلين في مجتمعاتنا، وأن نسعى جاهدين لنشر الخير والفضيلة، وترك بصمة إيجابية في حياة الآخرين. فلنحرص على أن تكون أعمالنا خالصة لوجه الله، وأن تكون نابعة من قلب سليم ونية صادقة، حتى ننال الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.
إقرأ أيضا:أوجد العددين اللذين مجموعهما يساوي -10، وسالب ثلاثة أمثال العدد الاول ناقص العدد الثاني يساوي 2## أسئلة شائعة
### ما هي أمثلة على السنن الحسنة التي يمكن أن يفعلها الشخص؟
يمكن أن تشمل السنن الحسنة العديد من الأفعال والأقوال، مثل تعليم الآخرين مهارة جديدة، أو إنشاء مشروع خيري يساعد المحتاجين، أو نشر العلم والمعرفة النافعة، أو حتى مجرد الابتسام في وجه الآخرين وإدخال السرور على قلوبهم. المهم أن يكون العمل صالحًا ومفيدًا للمجتمع.
### هل يشترط أن يكون العمل مبتكرًا لكي يعتبر سنة حسنة؟
ليس بالضرورة أن يكون العمل مبتكرًا بشكل كامل، بل يمكن أن يكون تفعيلًا أو تطويرًا لعمل صالح موجود بالفعل. فالمهم هو أن يكون العمل مفيدًا ويساهم في نشر الخير والفضيلة.
### هل يقتصر الأجر على من بدأ السنة الحسنة فقط، أم يشمل كل من ساهم فيها؟
إقرأ أيضا:الطريقة الأكثر ملائمة لاستخراج المسك من الغزال هي.الأجر يشمل كل من ساهم في السنة الحسنة، سواء كان ذلك بالمشاركة المباشرة أو بالدعم والتأييد أو بنشرها بين الناس. فكل من يساهم في نشر الخير والفضيلة، فإنه ينال نصيبًا من الأجر والثواب.
### ما هي المسؤولية المترتبة على الشخص الذي يبدأ سنة حسنة؟
الشخص الذي يبدأ سنة حسنة يتحمل مسؤولية الحفاظ عليها وتطويرها، والتأكد من أنها تسير في الاتجاه الصحيح. كما أنه يتحمل مسؤولية توجيه الآخرين وتعليمهم كيفية العمل بها.
### هل يمكن أن تتحول السنة الحسنة إلى سنة سيئة؟
نعم، يمكن أن تتحول السنة الحسنة إلى سنة سيئة إذا انحرفت عن مسارها الصحيح أو إذا تم استخدامها في أغراض سيئة. لذلك، يجب الحرص على مراقبة السنن الحسنة وتقويمها باستمرار.