صواب، لا شك أن تكوين قاعدة فكرية عن الموضوع يمثل بالفعل أحد المقومات الأساسية للكتابة الجيدة، ويمنح الكاتب القدرة على تناول الموضوع بثقة واقتدار.
إلا أن القول بأنه من أحد المقومات، إذا ما فهم على أنه المقوم الأوحد أو الأكثر أهمية الذي يغفل جوانب أخرى حيوية لا تقل أهمية، يستدعي تدقيقًا نقديًا معمقًا.
فالكتابة عملية معقدة ومتعددة الأوجه تتطلب بالإضافة إلى المعرفة والفهم العميق للموضوع، مهارات لغوية وبلاغية عالية، والقدرة على اختيار الألفاظ المناسبة، واستخدام التشبيهات والاستعارات البليغة، وتنظيم الجمل والفقرات بشكل منطقي ومتسلسل، فضلاً عن الإبداع والخيال في بعض المجالات.
لذا، لا يمكن اعتبار تكوين قاعدة فكرية المقوم الوحيد أو الأوحد الذي يمثل الحقيقة البديهية للكتابة، بل هي حجر الزاوية الذي تنطلق منه الكتابة، مع إدراك أن هناك لبنات أخرى أساسية لا يمكن إغفالها في بناء صرح كتابي متين وشامخ يحقق أهدافه والتأثير في القارئ بشكل فعال.