السؤال: من هو الشخص الذي كانت تشبهه السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام خَلقاً وخُلقاً؟
شرح الإجابة:
إن الحديث عن مدى التشابه بين السيدة فاطمة البتول وأبيها، يتجاوز مجرد القرابة البيولوجية ليرتقي إلى مرتبة الانعكاس الكامل لشخصية النبي الأكرم. لقد كانت، بحق، النسخة الأنثوية المتفردة من الشمائل المحمدية، صورة حية تجسد الكمال النبوي في أدق تفاصيله. ولم يقتصر هذا التطابق على الملامح الجسدية فحسب، بل امتد ليشمل كل حركة وسكنة، فكانت إذا مشت، لا تخطئ عين الرائي فيها مشية رسول الله، وإذا نطقت، كان منطقها هو ذاته المنطق الفصيح الحكيم الذي عُرف به أبوها، حتى غدت في كل محفل مرآة صافية لشخصيته المهيبة.
بيد أن التجلي الأعظم لهذا التشابه، والأكثر عمقاً ودلالة، كان يكمن في البناء الأخلاقي والروحي. لقد ورثت السيدة فاطمة عن والدها منظومة القيم النبوية بأكملها؛ فكان زهدها في الدنيا صدىً لزهده، وإيثارها على نفسها ولو كان بها خصاصة هو تطبيق مباشر لدروسه، وصبرها على عظيم النوائب مستمداً من جبله الأشم. فضلاً عن ذلك، فإن عبادتها وخشيتها وحكمتها كانت بمثابة استلهام متواصل من النبع المحمدي الصافي، فصارت بذلك التلميذة النجيبة التي استوعبت المنهج النبوي وطبقته روحاً وجسداً، حتى استحقت عن جدارة لقب “أم أبيها”، لأنه كان يرى فيها امتداداً لذاته وحقيقة رسالته.
إقرأ أيضا:من العادات الغذائية الجيدة تناول الوجبات السريعة نهاية الاسبوع. صواب خطأ