السؤال: من هو محمد حسن ملحم ويكيبيديا السيرة الذاتية؟
- الإجابة: محمد حسن ملحم، المعروف بلقب “أبو علاء”، هو شخصية سياسية ونضالية فلسطينية بارزة، كان رئيساً لبلدية حلحول وعضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويُعد من الوجوه المؤثرة التي تركت بصمة واضحة في المشهد الوطني الفلسطيني على مدى عقود طويلة.
شرح الإجابة:
تُفتتح سيرة المناضل محمد حسن ملحم في مدينة حلحول شمال محافظة الخليل، حيث أبصر النور في الرابع من سبتمبر عام 1929. نشأ وترعرع في بيئة صقلت وعيه الوطني مبكراً، فتلقى تعليمه الأساسي بين مدارس مدينته والخليل، قبل أن ينتقل إلى القدس ليحصل على شهادة الثانوية العامة “المترك” من المدرسة الرشيدية العريقة. لم تتوقف رحلته العلمية عند هذا الحد، بل دفعته همته العالية إلى نيل درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من الجامعة اللبنانية عام 1970، وهو ما أضاف إلى شخصيته عمقاً ثقافياً ومعرفياً.
وبالانتقال من التحصيل الأكاديمي إلى ميدان العمل العام، شكل عام 1976 منعطفاً حاسماً في مسيرته؛ إذ خاض انتخابات الضفة الغربية المحلية ليفوز بثقة أهالي مدينته ويُنتخب رئيساً لبلدية حلحول. لم يكن مجرد منصب إداري، بل كان منصة وطنية تصدى من خلالها لممارسات الاحتلال، وظل يشغل هذا الموقع بكفاءة واقتدار حتى عام 2005، محولاً البلدية إلى خلية عمل ونضال.
على إثر صلابة موقفه الوطني، وكنتيجة مباشرة لعملية “الدبويا” التي وقعت في الخليل، تعرض محمد ملحم لمحنة الإبعاد القسري عام 1980، حيث أبعدته سلطات الاحتلال إلى جنوب لبنان. كانت تلك فترة اختبار حقيقية لإرادته، فقد أمضى ستة عشر عاماً بعيداً عن وطنه وأهله، لكنه لم ينقطع عن خدمة قضيته، حتى سُمح له بالعودة بعد سنوات طويلة من الصبر والصمود.
أما على الصعيد الوطني الأوسع، فقد كانت بصمته أكثر عمقاً وتأثيراً. ففي التاسع والعشرين من نوفمبر عام 1984، وخلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في العاصمة الأردنية عمّان، تم اختياره ليصبح عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهي أعلى هيئة قيادية في المنظمة. استمر في هذا الدور المحوري حتى عام 1991، كما شغل منصب مستشار للرئيس الراحل ياسر عرفات، ولعب أدواراً هامة في هيكلة وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.
وهكذا، تُطوى صفحة حياة محمد حسن ملحم “أبو علاء” يوم السبت الموافق للسابع عشر من يوليو عام 2021، عن عمر ناهز الثانية والتسعين عاماً، تاركاً خلفه إرثاً سياسياً ونضالياً غنياً. لقد جسدت مسيرته، التي امتدت من رئاسة بلدية صغيرة إلى عضوية قيادة منظمة التحرير، رحلة رجل دولة كرس حياته لخدمة شعبه وقضيته، فظل اسمه محفوراً في ذاكرة العمل الوطني الفلسطيني كسياسي محنك ومناضل لم تلن له قناة.