مناهج المملكة العربية السعودية

من يحرص دائما على إرسال الأضحية إلى الخارج ولا يضحي في بلده فماذا فاته

من يحرص دائما على إرسال الأضحية إلى الخارج ولا يضحي في بلده فماذا فاته

السؤال: من يحرص دائما على إرسال الأضحية إلى الخارج ولا يضحي في بلده فماذا فاته؟

  • الإجابة: إن من يفعل ذلك يخشى أن يكون قد خالف الهدي النبوي الشريف، وبالتالي قد فاته خير كثير وأجر عظيم كان سيحصّله لو أقام هذه الشعيرة في موطنه.

شرح الإجابة:

إن الأمر يتجاوز مجرد توزيع اللحم على المحتاجين، ليصل إلى جوهر الحكمة من تشريع الأضحية ذاتها. فالناظر بعمق في الهدي النبوي يدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام كانوا يقيمون هذه الشعيرة العظيمة في أماكن وجودهم، مما يجعل من الأضحية تجربة حية ومعاشة، وليست مجرد معاملة مالية عن بعد. فعندما تُنقل الأضحية بالكامل إلى الخارج، فإنها تتحول من كونها سنة مؤكدة وعبادة ظاهرة إلى عمل خيري مجرد، وهذا التحول يفقدها أبعاداً روحية واجتماعية غاية في الأهمية.

ومن هذا المنطلق، فإن أول ما يفوته المضحي هو البعد الاجتماعي العميق لهذه الشعيرة. فـعيد الأضحى هو مناسبة لإظهار الفرح وشكر النعمة وتوطيد أواصر المجتمع. وعندما تذبح الأضحية في بلدك، فإنك تشارك أهلك وجيرانك والفقراء والمساكين في محيطك المباشر هذه الفرحة وهذا الخير. هذا الفعل يعزز من مفهوم التكافل الاجتماعي بشكل ملموس، حيث يرى الجميع تطبيقاً عملياً لمبدأ إطعام الطعام، مما يقوي النسيج المجتمعي ويرسخ قيم المودة والرحمة التي هي من أبرز المقاصد الشرعية لهذه العبادة.

إقرأ أيضا:يقدم متجر قسيمة مشتريات لعملائه بقيمة 5 ريالات عن كل 75 ريالا من المشتريات إذا أراد عميل أن يحصل على قسيمة شرائية بقيمة 35 ريالا فكم

والأعمق من ذلك هو البعد الروحي الشخصي الذي يغيب تماماً عند إرسالها للخارج. إن عملية التقرب إلى الله عبر إراقة الدماء كقربان، ومشاهدة هذا المشهد، واستشعار معنى التضحية والفداء، هو لب العبادة وجوهرها الوجداني. هذه اللحظات تربي النفس على تعظيم شعائر الله وتجدد الإيمان في القلب. فالمضحي في الخارج يفقد هذا الاتصال الروحي المباشر، ويفوته أجر الذبح أو شهوده، والأكل من أضحيته، وإهداء الأقارب والجيران منها، وهي كلها سنن مرتبطة بالفعل نفسه تزيد من بركته وفضله.

إقرأ أيضا:عند قيامك بتنظيم صفحات موقعك الإلكتروني يمكنك حذف الصفحة التي تم تعيينها كصفحة رئيسة صواب ام خطا

خلاصة القول أن إعانة المحتاجين في بلاد أخرى عمل جليل ومطلوب، ولكن يمكن تحقيقه عبر أبواب الصدقات العامة الأخرى. أما الأضحية فلها خصوصيتها وطبيعتها كشعيرة زمانية ومكانية، يكمن كمال أجرها وعظيم خيرها في إقامتها حيث يكون المضحي، لتجتمع فيها عبادة القربان مع صلة الأرحام وإغناء الفقير وإظهار الفرح بالعيد، وهي منظومة متكاملة من الخيرات يفوتها من يكتفي بتحويل قيمتها المالية للخارج بصفة دائمة.

السابق
إذا قطع قاطع مستقيمين متوازيين فما العلاقة بين الزاويتين الداخليتين الواقعتين في جهة واحدة من القاطع برر إجابتك
التالي
احسب ذهنيا 3% من 22

اترك تعليقاً