من يرث الخال الذي ليس له أولاد

من يرث الخال الذي ليس له أولاد؟

شرح الإجابة:

إن نظام توزيع التركة في الفقه الإسلامي لا يقوم على العاطفة أو القرابة المجردة، بل هو نظام دقيق ومحكم قائم على قواعد وأسس واضحة ضمن ما يُعرف بـ علم الفرائض. هذه القواعد تحدد مراتب الورثة وأولوياتهم في استحقاق الميراث بشكل لا يقبل الاجتهاد العشوائي. وفي هذا السياق، يتم تصنيف المستحقين للميراث إلى فئات محددة لكل منها نصيبها وشروطها.

وانطلاقًا من هذا المبدأ، فإن الورثة ينقسمون بشكل أساسي إلى فئتين رئيسيتين لهما الأولوية المطلقة، وهما أصحاب الفروض، وهم الذين حدد الشرع لهم نصيبًا مقدرًا كالنصف أو الربع، والعصبات، وهم الذين يرثون ما يتبقى بعد أصحاب الفروض أو يرثون كل المال عند عدم وجودهم. وتشمل هذه الفئات الأصول كالآباء والأجداد، والفروع كالأبناء، والحواشي كالإخوة والأعمام.

وهنا تكمن دقة المسألة، فأبناء الأخت، الذين هم أقرباؤك من جهة خالك، لا ينتمون إلى فئة أصحاب الفروض ولا إلى فئة العصبات بالنفس. بل يتم تصنيفهم ضمن فئة ثالثة تُعرف بـ ذوي الأرحام. وهذه الفئة تشمل الأقارب الذين لا يرثون بالفرض ولا بالتعصيب، وميراثهم ليس أصيلاً، بل هو استثنائي ومشروط بشرط جوهري وحاسم.

ويترتب على ذلك أن أبناء الأخت لا يمكنهم وراثة خالهم المتوفى إلا في حالة واحدة فقط: وهي انعدام وجود أي وارث من الفئتين الأوليين على الإطلاق. بمعنى آخر، إذا كان للخال المتوفى أب أو أم أو جد أو جدة على قيد الحياة، أو كان له إخوة أو أخوات، أو حتى أعمام أشقاء أو لأب، فإن كل هؤلاء يحجبون أبناء الأخت حجب حرمان ويأخذون التركة دونهم، لأنهم أقرب منه درجة في سلم الميراث.

والخلاصة في هذا الباب، أن مسألة من يرث الخال الذي ليس له أولاد تعتمد كليًا على فحص بقية أقاربه الأحياء. فإن لم يوجد له أي قريب من أصول الميراث الأساسية، لا من الفروع ولا الأصول ولا الحواشي الأقرب، حينها فقط، وفقط حينها، تنتقل التركة إلى الطبقة التالية وهم ذوو الأرحام، ومن ضمنهم أبناء أخته، فيرثون المال لعدم وجود من هو أولى منهم.