إجابة سؤال: نهي النبي صل الله عليه وسلم في بداية الإسلام عن كتابة الحديث خشية اختلاطه بالقران. صواب خطأ
- الجواب: صواب. النبي صل الله عليه وسلم نهى في بداية الإسلام عن كتابة الحديث خشية أن يختلط بالقرآن.
شرح الإجابة:
في المراحل الأولى من نزول الوحي، كان الإسلام لا يزال يتشكل في قلوب الناس وعقولهم، وكانت الأولوية المطلقة لحفظ القرآن الكريم، كتاب الله المنزل، دون أي لبس أو خلط بينه وبين كلام النبي صل الله عليه وسلم. لذلك، نهى الصحابة عن كتابة الحديث في تلك الفترة، خشية أن يختلط على الناس كلامه بكلام الله تعالى، خاصة أن كثيراً منهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية والقراءة والكتابة لم تكن منتشرة بينهم.
ومع مرور الوقت، ترسخت معالم القرآن في الصدور، وتميزت ألفاظه عن ألفاظ الحديث النبوي، وأصبح لدى الصحابة وعي كافٍ للتمييز بين ما هو وحي إلهي يُتلى، وما هو من قول النبي صل الله عليه وسلم الذي يُوحى إليه بالمعنى، لكنه ليس من ألفاظ القرآن. عندها، أذن النبي ﷺ لبعض الصحابة في كتابة الحديث، بل وأقرهم على ذلك، كما في قصة عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، الذي كان يكتب كل ما يسمعه من النبي ﷺ، ولم ينهاه النبي صل الله عليه وسلم لما علم بنيّته في التدوين للعلم والفهم.
إقرأ أيضا:يسمى احتجاز الغازات الموجودة في الغلاف الجوي لأشعة الشمس بهذا النهي إذن لم يكن تحريماً دائماً أو رفضًا لسنة النبي ﷺ، بل كان إجراءً تربويًا وتنظيميًا مؤقتًا، يهدف لحماية المصدر الأول للتشريع وهو القرآن الكريم. ثم بعد ذلك، لما زال السبب، أُبيح تدوين السنة، بل وشُجّع عليه، وتم جمعها في صحف ومصنفات بعد وفاة النبي ﷺ بفترة، لتكون مرجعًا تشريعيًا وعلميًا للأمة.
إقرأ أيضا:فوائد القراءة بصوت مرتفع للطلاب في المراحل الدراسية المختلفةوهكذا نرى أن هذا التوجيه النبوي في بدايات الإسلام كان يحمل بُعدًا عميقًا في حماية مصادر الشريعة، وترسيخ حدود التمييز بين القرآن الكريم والحديث النبوي، وهو ما يعكس دقة النبي صل الله عليه وسلم وحرصه البالغ على نقاء الوحي وتثبيت أركان الدين.