أقسام المقالة
حل سؤال: هل الأكسجين فلز أم لا فلز؟
- إجابة السؤال هي : لا فلز.
شرح الإجابة :
إن فهم طبيعة العناصر الكيميائية هو مفتاح استيعاب العالم من حولنا، وللإجابة عن سؤال هل الأكسجين فلز أم لا فلز، ينبغي لنا أن نتعمق في خصائصه المميزة. فكما نعلم، تُصنف العناصر في الجدول الدوري إلى ثلاث فئات رئيسية: الفلزات واللافلزات وأشباه الفلزات، ولكل فئة سمات محددة.
إن الأكسجين عنصر حيوي، وهو غاز في درجة الحرارة والضغط القياسيين، ولا يمتلك أيًا من الخصائص التقليدية التي نربطها عادةً بالفلزات. فعلى سبيل المثال، لا يتميز الأكسجين بـالبريق المعدني اللامع الذي يميز المعادن كـالذهب أو الفضة. كذلك، هو ليس موصلاً جيدًا لـالكهرباء والحرارة، وهي من السمات الأساسية للفلزات.
من ناحية أخرى، تبرز سمات الأكسجين بوضوح ضمن فئة اللافلزات. فاللافلزات غالبًا ما تكون عناصر غازية أو سائلة أو صلبة هشة وغير لامعة، وهي لا تستطيع توصيل الكهرباء أو الحرارة بكفاءة. وهذا الوصف ينطبق تمامًا على الأكسجين، الذي يتواجد في الغلاف الجوي على هيئة جزيئات ثنائية الذرة O₂.
دعونا نتطرق إلى الخواص الكيميائية لـالأكسجين، والتي ترسخ مكانته كـلا فلز. إن الذرات تسعى دائمًا للوصول إلى حالة استقرار إلكتروني مشابهة لـالغازات النبيلة. ويحتوي الأكسجين على ثمانية إلكترونات، اثنان منها في الغلاف الأول وستة في الغلاف الخارجي. هذا يعني أنه يحتاج إلى اكتساب إلكترونين إضافيين ليكمل غلافه الخارجي ويصل إلى التركيب الإلكتروني المستقر المشابه لـالنيون.
وبناءً على هذه الحاجة لاكتساب الإلكترونات، يميل الأكسجين بقوة إلى تكوين روابط تساهمية مع ذرات أخرى عن طريق مشاركة الإلكترونات، بدلاً من فقدانها كما تفعل الفلزات. ولذلك، تُعد قيمة الكهرسلبية لديه مرتفعة جدًا، مما يعني قدرته الكبيرة على جذب الإلكترونات في الروابط الكيميائية. وهذه الخاصية تحديدًا هي واحدة من أقوى المؤشرات على كونه لا فلز.
على النقيض من ذلك، تتميز الفلزات بـكهرسلبية منخفضة، وتفقد إلكتروناتها بسهولة لتكوين أيونات موجبة، وتشارك في روابط فلزية. بينما يميل الأكسجين إلى تكوين أيونات سالبة (أيونات الأوكسيد) عندما يتفاعل مع الفلزات القوية، وهذا يوضح فرقًا جوهريًا بين الفلزات واللافلزات في سلوكها التفاعلي.
علاوة على ما سبق، عندما يتفاعل الأكسجين مع عناصر أخرى، فإنه عادةً ما يكون أكاسيد حمضية (مثل ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق المواد العضوية)، أو أكاسيد متعادلة، ولا يكون أبدًا أكاسيد قاعدية وهي السمة المميزة لـأكاسيد الفلزات. وهذا يمثل دليلًا كيميائيًا إضافيًا على طبيعته اللافلزية.
يمكننا أيضًا النظر إلى موقع الأكسجين في الجدول الدوري للعناصر؛ فهو يقع في المجموعة السادسة عشرة، والتي تُعرف أيضًا باسم مجموعة الكالكوجينات. هذه المجموعة، إلى جانب اللافلزات الهالوجينية في المجموعة السابعة عشرة، هي مناطق تجمع اللافلزات النموذجية. فوجوده في هذه المنطقة يعزز فهمنا لتصنيفه.
إضافة إلى كل ما ذكر، يلعب الأكسجين دورًا محوريًا في العديد من العمليات الحيوية والبيئية. فهو ضروري لـالتنفس في معظم الكائنات الحية، وعنصر أساسي في عملية الاحتراق. كما يُعد المكون الرئيسي لـالماء ويدخل في تركيب عدد لا يحصى من المركبات العضوية وغير العضوية. وهذا السلوك الكيميائي المتنوع والمعقد لا يتوافق مع نمط سلوك الفلزات.
وهكذا نرى بوضوح أن جميع الخصائص الفيزيائية والكيميائية لـالأكسجين، من حالته الغازية في الظروف العادية، إلى سلوكه الإلكتروني، وموقعه في الجدول الدوري، وحتى دوره في التفاعلات الكيميائية، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا فلز. إنه عنصر فريد بخصائص مميزة تجعله جزءًا لا يتجزأ من تركيب عالمنا وحياتنا اليومية.
أسئلة شائعة:
ما هي أهم خصائص اللافلزات؟
اللافلزات غالبًا ما تكون هشة في حالتها الصلبة، ولا تتميز ببريق معدني، كما أنها رديئة التوصيل للكهرباء والحرارة. تميل هذه العناصر إلى اكتساب الإلكترونات أو مشاركتها لتكوين روابط كيميائية.
لماذا يُعد الأكسجين شديد التفاعل؟
يُعد الأكسجين شديد التفاعل بسبب حاجته لاكتساب إلكترونين ليكمل غلافه الخارجي ويصل إلى حالة الاستقرار، وهذا يجعله قادرًا على التفاعل بسرعة مع العديد من العناصر والمركبات الأخرى.
هل هناك أي عنصر يمكن أن يُظهر خصائص فلزية ولا فلزية في آن واحد؟
نعم، هناك فئة من العناصر تُسمى أشباه الفلزات، مثل السيليكون والجرمانيوم. هذه العناصر تمتلك خصائص متوسطة بين الفلزات واللافلزات، وقد تُظهر بعضًا من بريق الفلزات وتوصيلية كهربائية محدودة.
ما الفرق الأساسي بين الأكاسيد الفلزية والأكاسيد اللافلزية؟
الفرق الأساسي يكمن في طبيعتها الحمضية والقاعدية؛ فالأكاسيد الفلزية عادة ما تكون قاعدية (تتفاعل مع الأحماض)، بينما الأكاسيد اللافلزية، مثل أكاسيد الأكسجين، تكون غالبًا حمضية (تتفاعل مع القواعد) أو متعادلة.
ما هو دور الأكسجين في الحياة على الأرض؟
يلعب الأكسجين دورًا حيويًا في دعم الحياة على الأرض، فهو ضروري لعملية التنفس الخلوي في معظم الكائنات الحية، ويشارك في عملية التمثيل الضوئي في النباتات لإنتاج الطاقة، كما أنه يحمي الأرض من الإشعاعات الضارة في طبقة الأوزون.