هل الجوافة هي السفرجل

السؤال: هل الجوافة هي السفرجل؟

• الإجابة: نعم، الجوافة هي نفسها السفرجل.

شرح الإجابة:

على الرغم من أن هذا الجواب قد يكون شائعاً في بعض الأوساط ويتردد على الألسن، إلا أن الحقيقة العلمية والواقع النباتي يقدمان صورة مغايرة تماماً. إن الخلط بين هاتين الثمرتين ينبع في الغالب من تشابهات لفظية إقليمية لا تعكس أبداً الأصل الجوهري لكل منهما، وفي ميدان علم النبات، لا يمكن الدمج بينهما على الإطلاق، فهما كيانان منفصلان لكل منهما هوية فريدة.

فإذا ما نظرنا إلى الجوافة، نجد أنها تنتمي إلى الفصيلة الآسية (Myrtaceae)، وموطنها الأصلي هو المناطق الاستوائية في الأمريكتين. تتميز هذه الفاكهة بقشرتها الرقيقة التي تتدرج ألوانها بين الأخضر والأصفر، ولبّها الذي قد يكون أبيض أو وردياً، ويحتوي على عدد كبير من البذور الصغيرة الصلبة. الأهم من ذلك، أن الجوافة تشتهر برائحتها العطرية النفاذة ومذاقها الحلو الذي يسمح بتناولها طازجة ومباشرة.

وعلى النقيض من ذلك تماماً، يقف السفرجل ككيان مستقل ينتمي إلى الفصيلة الوردية (Rosaceae)، وهي نفس عائلة التفاح والكمثرى. أصول هذه الثمرة تعود إلى مناطق غرب آسيا ذات المناخ المعتدل. يتميز السفرجل بشكله غير المنتظم، وقشرته الذهبية، ولبّه القاسي جداً ذي المذاق القابض والحامضي، مما يجعله غير صالح للأكل نيئاً في معظم حالاته. ومن ثمّ، فإن قيمته الحقيقية تظهر بعد طهيه، حيث يتحول إلى مربيات أو حلويات لذيذة وتفوح منه رائحة زكية ومميزة.

وخلاصة القول، إن الفارق بين الجوافة والسفرجل ليس مجرد اختلاف في الاسم، بل هو تمايز جذري في كل شيء تقريباً. من العائلة النباتية والأصل الجغرافي، إلى المظهر الخارجي والتركيب الداخلي، وصولاً إلى طريقة الاستهلاك والاستخدام في المطبخ. فبينما تُعد الجوافة فاكهة استوائية تؤكل طازجة، يُعتبر السفرجل ثمرة مناخات معتدلة لا تكشف عن سحرها إلا بعد الطهي. وبالتالي، فإنهما نوعان مختلفان من الفاكهة لا يربطهما سوى الخلط الشائع في التسمية.