مناهج المملكة العربية السعودية

هل صلاة الاستغاثة بفاطمة الزهراء عليها السلام والقول في السجود يا فاطمة اغيثيني شرك

هل صلاة الاستغاثة بفاطمة الزهراء عليها السلام والقول في السجود يا فاطمة اغيثيني شرك؟

  • إن هذا العمل ليس من الشرك، فالصلاة تكون لله وحده، والاستغاثة بالسيدة الزهراء هي من باب التوسل بها إلى الله.

  • شرح الإجابة

    إن الفصل في هذه المسألة الدقيقة يكمن في فهم جوهر العبادة وغايتها. فالصلاة المعروفة بـ “صلاة الاستغاثة بفاطمة الزهراء” هي في حقيقتها ووجهتها صلاة خالصة تُؤدى لـالله تعالى وحده لا شريك له، فهي قيام وركوع وسجود للخالق جلّ وعلا، وهذا يمثل أساس التوحيد الذي لا يكتمل إيمان فرد دونه. وبهذا المنظور، فإن فعل الصلاة ذاته يظل في دائرة العبادة المشروعة والموجهة لرب العالمين.

    وإذا ما انتقلنا إلى مرحلة ما بعد الصلاة، وتحديدًا لحظة السجود والنداء، فإن الأمر يتخذ منحى آخر يتوجب تفصيله. فالسجود هنا هو ذروة الخضوع والتذلل لله، وفي هذا الموضع من القرب الروحي، يأتي طلب الغوث أو الاستغاثة بالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام. إن هذا النداء لا يمثل عبادة لها، بل هو في جوهره طلب موجه لشخصية ذات مكانة رفيعة عند الله لتكون واسطة في قضاء الحاجة. ومن هنا يتضح أن الفارق الجوهري والحاسم بين التوسل والشرك هو العقيدة الكامنة خلف الفعل.

    ولكي تتضح الصورة بشكل جلي، يجب أن ندرك أن مجرد النداء أو طلب المساعدة من غير الله لا يُعد شركًا بإطلاق. فالإنسان في حياته اليومية يطلب العون من الطبيب للشفاء ومن المهندس للبناء، ولا يعتبر ذلك خروجًا عن الدين، لأن الاعتقاد الراسخ في وجدانه أن هؤلاء مجرد أسباب، وأن المسبب الحقيقي والفاعل المطلق هو الله. على هذا الأساس، فإن من يستغيث بـالسيدة البتول لا يفعل ذلك من منطلق الاعتقاد بـالألوهية لها أو أنها تملك القدرة على الخلق والنفع والضر بشكل مستقل، بل يتوسل بها لمكانتها وقربها من الله، لتكون شفيعة له في طلبه. فمناط الشرك الأكبر هو صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله، أو الاعتقاد بوجود شريك له في الخلق والتدبير، وهو ما لا ينطبق على هذا الفعل إذا ما صحت النية وتجردت العقيدة من أي شائبة.

    إقرأ أيضا:اختر كسرين بحيث يكون ناتج ضربهما أكبر من 1/2 وأصغر من 1 واستعمل خط الأعداد لتبرير إجابتك
    السابق
    الوقيان وش يرجعون عائلة الوقيان من أي قبيلة
    التالي
    ما هو جمع كلمة هدهد

    اترك تعليقاً