مناهج المملكة العربية السعودية

هل نقول السفينة تبحر ام تجري في القرآن

هل نقول السفينة تبحر ام تجري في القرآن

السؤال: هل نقول السفينة تبحر أم تجري في القرآن

  • الإجابة: نقول السفينة تجري في القرآن.
  • شرح الإجابة:

    في سياق التعبير القرآني، جاءت لفظة “تجري” لتصف حركة السفينة في البحر، كما ورد في قوله تعالى: ﴿وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ﴾ [البقرة: 164]. هذا الاستخدام ليس عشوائيًا، بل يعكس دقة لغوية متناهية، حيث اختير الفعل “تجري” ليحمل دلالة الانسياب والسير السلس فوق سطح الماء، دون اصطدام أو تعثر، وهو ما يتناسب تمامًا مع طبيعة حركة السفن في المحيطات والبحار.

    وعند التدقيق في المفردات، نجد أن “الفلك” في اللغة العربية تشير إلى السفينة، وقد استخدمت في القرآن الكريم للدلالة على وسيلة النقل البحرية التي تسير فوق الماء بفعل الرياح أو الدفع. أما الفعل “تجري”، فهو يحمل في طياته معنى الحركة المستمرة والانسيابية، ويُستخدم أيضًا في وصف حركة الشمس والقمر والنجوم، مما يضفي عليه طابعًا كونيًا يوحي بالانتظام والدقة.

    في المقابل، فإن مصطلح “تبحر” يُستخدم في اللغة المعاصرة للإشارة إلى عملية الإبحار، أي بدء الرحلة البحرية، وغالبًا ما يرتبط باستخدام أدوات الملاحة أو الطاقة البشرية أو الميكانيكية. غير أن هذا المصطلح لم يرد في النص القرآني، مما يدل على أن “الجري” هو التعبير الأدق والأكثر انسجامًا مع السياق القرآني.

    ومن زاوية بلاغية، فإن اختيار “تجري” يعكس إعجازًا لغويًا، إذ يوحي بسرعة الحركة ونعومتها، ويبتعد عن أي تعبير قد يحمل دلالة الاضطراب أو المقاومة. وهذا يتماشى مع الصورة التي يرسمها القرآن لحركة السفن، حيث تسير بأمر الله، وتخضع لقوانين الطبيعة التي سخرها الخالق.

    إقرأ أيضا:ينقسم اليابس إلى كتل كبرى هي القارات وأكبر القارات مساحة ويشكل فيها اليابس مساحة أكبر هي

    لذلك، عند الحديث عن حركة السفينة في القرآن الكريم، فإن القول الصحيح هو “السفينة تجري”، وليس “تبحر”. هذا الاختيار اللفظي يعكس عمق المعنى ودقة التعبير، ويؤكد على أن كل كلمة في القرآن موضوعة في موضعها بعناية فائقة، تخدم المعنى وتثريه، وتمنح القارئ تصورًا دقيقًا ومتكاملًا عن الظواهر الطبيعية التي يتناولها النص القرآني.

    السابق
    هل نقول السفينة تبحر ام تسفن
    التالي
    هل يسقط القرض الشخصي في حالة الوفاة بنك الرياض

    اترك تعليقاً