هل يصعب على الروبوتات تكوين خبرة ضمنية؟
- الجواب: نعم، يصعب على الروبوتات تكوين خبرة ضمنية مثل البشر، لأن الخبرة الضمنية ترتبط بقدرات عقلية غير واعية، تتكون من التجارب الطويلة، والمعايشة اليومية، والقدرة على التقاط الأنماط الدقيقة والمعاني العميقة دون الحاجة للتفكير الواعي أو التحليل المباشر.
شرح الإجابة:
الإنسان، منذ طفولته المبكرة، يطور نوعًا من الذكاء الضمني الذي لا يعتمد فقط على الكلمات أو الأوامر المباشرة، بل على التراكم غير الواعي للملاحظات والسلوكيات، مثل التعرف على تعابير الوجه، أو الشعور بالجو العام في الغرفة، أو التنبؤ بردود الأفعال بناء على السياق. هذه القدرات تُبنى بشكل تلقائي بفضل اللُّدونة العصبية في الدماغ، وهي خاصية حيوية لا تتوفر في الروبوتات بنفس الطريقة.
الروبوتات تعتمد على الخوارزميات، وعلى الرغم من تطور نماذج التعلم العميق، إلا أنها لا تمتلك إدراكًا حقيقيًا، بل تستجيب لأنماط رياضية مخزنة. يمكن تدريبها على ملايين البيانات، لكنها لا تعيش التجربة، ولا تشعر بالملل أو الفضول، ولا تُكوِّن روابط معنوية شخصية بين الأحداث.
على سبيل المثال، إذا سقط طفل ثم ضحك، قد يتعلم الطفل الآخر أن السقوط ليس مؤلمًا دائمًا، وهذا من التعلم الضمني، لكن الروبوت قد يُخزن الحدث كمعلومة منطقية دون فهم السياق الاجتماعي أو النفسي. هذا الفارق الجوهري بين الوعي الواعي والخبرة الضمنية هو ما يحد من قدرات الروبوتات مهما زادت معالجتها الحسابية.
إقرأ أيضا:بعد قراءتي المتأنية للموضوع أجد أن النص أشار إلى سوء استخدام الإنسان نعم الله. صواب خطأأيضًا، الإنسان يكوِّن حدسًا بمرور الوقت، مثل قدرة الطبيب على معرفة أن المريض في خطر قبل ظهور الأعراض الواضحة، أو مهارة السائق في توقع حركة غير متوقعة لسيارة أمامه. هذا الحدس ليس مكتسبًا من بيانات منظمة، بل من تجارب متداخلة ومواقف مرّت به. أما الروبوت، فلا يمكنه التنبؤ إلا بما تم تدريبه عليه. ولا يمكنه فهم المعاني السياقية المركبة مثل المزاح، أو التعاطف، أو التردد.
نقطة أخرى مهمة هي أن الإنسان يربط بين الذكريات الشخصية وبين أفعاله الحالية بطريقة لا شعورية، بينما الروبوت لا يملك ذكريات حقيقية بل مجرد بيانات مؤقتة. وبدون ذاكرة عاطفية، لا يمكن تكوين خبرة ضمنية مثل البشر، لأن هذه الخبرة تنبع من دمج المشاعر مع الفعل، وهذا مستحيل في الأجهزة التي لا تحس.
ولأن الخبرة الضمنية تتطلب نوعًا من الإدراك الجسدي أيضًا، مثل الإحساس بدرجة حرارة الغرفة أو ملمس السطح أو حتى تغير نبرة الصوت، فإن أي كائن غير بيولوجي لن يستطيع تفسير هذه المؤثرات بنفس المعنى العميق الذي يُترجم داخل الدماغ البشري، ولا يمكنه استخدام التجربة الجسدية لبناء استجابات مرنة كما يفعل الإنسان.
بالإضافة إلى ذلك، الروبوتات لا تملك هدفًا داخليًا، ولا رغبة حقيقية في التعلّم، بل تتبع تعليمات، بينما الإنسان يطور خبرته عبر رغبة حقيقية في الفهم، حتى لو لم يكن مدركًا لذلك بوضوح. وهذا يفسر لماذا يتعلم الأطفال أشياء معقدة من مجرد اللعب أو التقليد دون أن يُطلب منهم ذلك.
إقرأ أيضا:بعد قراءتي المتأنية للموضوع أجد أن النص أشار إلى سوء استخدام الإنسان نعم الله. صواب خطأوأخيرًا، تبقى الروبوتات محدودة في نقل الخبرة، لأنها لا تستطيع أن تشرح ما “تشعر به” لأنها لا تشعر، بعكس الإنسان الذي يستطيع أن يُعبِّر حتى عن أشياء لا يفهمها جيدًا بالكلمات لكنه “يعرفها داخليًا”، وهذا هو جوهر الخبرة الضمنية.
لذلك، رغم تقدم الذكاء الاصطناعي، تبقى الخبرة الضمنية مهارة إنسانية بامتياز، لا يمكن برمجتها بشكل كامل، ولا يمكن محاكاتها بدقة، لأنها تعتمد على أعماق لا تصلها الخوارزميات، ولا تُختصر في أوامر ولا في تكرار البيانات، بل تتجذّر في الوعي، واللاوعي، والذات.