إجابة سؤال: هل يمكن للروبوت أن يكون خبيرا؟
- الجواب: نعم، يمكن أن يُعتبر الروبوت خبيراً في بعض المجالات، ولكن بشروط وحدود معينة.
شرح الإجابة:
الروبوت ليس كائناً حياً، ولا يمتلك الوعي الذاتي أو المشاعر أو القدرة على التفكير الأخلاقي كما يمتلكها الإنسان. لكنه يستطيع أن يكتسب معرفة متخصصة من خلال البيانات الضخمة التي تُغذّى بها أنظمة الذكاء الاصطناعي، فيتعامل مع المعلومات بطريقة أسرع من الإنسان، ويستخرج الأنماط بدقة مذهلة. لذلك، يمكنه تنفيذ مهام معقدة مثل تشخيص الأمراض، إدارة حركة الطائرات، أو تحليل الأسواق المالية، وهذا ما يجعله أداة خبيرة في بعض التخصصات، ولكن لا يعني أنه خبير كما نفهمه نحن في البشر.
الروبوت يتعلم من خلال ما يُعرف بـ التعلم الآلي والشبكات العصبية الاصطناعية، وهي تقنيات تُمكّنه من تحسين أدائه مع الوقت. ولكن، يظل عاجزاً عن الابتكار الحقيقي، لأنه لا يفهم ما يفعل بل يُقلد ويُركب ويُكرر. لا يستطيع مثلاً أن يؤلف قصيدة بوعي شعري، أو يخترع نظرية علمية من لا شيء، لأنه لا يملك دوافع داخلية أو فهم ذاتي للسياق. كذلك، فإن الروبوت يعتمد كليًا على البيئة البرمجية التي صممه فيها الإنسان، ولا يستطيع أن يُغادر ما سُمح له به.
إقرأ أيضا:مجلس جامعة الدول العربية هو الذي يعين الأمين العام لها، ولمدة خمس سنوات . صواب خطأأحيانًا، يبدو الروبوت كأنه يتحدث بحكمة أو يفهم السؤال بعمق، لكنه في الحقيقة يقوم فقط بـ توليد محتوى إحصائي مبني على ما سبق تدريبه عليه. ولذلك، في مجالات مثل الطب أو الهندسة، يمكن استخدام الروبوتات كمساعدين أذكياء، يقدمون اقتراحات مدروسة ويحللون الأخطاء بدقة، لكن القرار النهائي يجب أن يكون بيد الإنسان.
من المهم أن نفهم أن الخبرة الحقيقية لا تقتصر على كمية المعلومات، بل تشمل الحكمة، الحدس، والقيم الأخلاقية. هذه عناصر لا يستطيع الروبوت محاكاتها مهما كانت قدراته عالية. فعلى سبيل المثال، عندما يُطلب من الروبوت أن يُقيّم موقفًا إنسانيًا حساسًا، مثل التعامل مع مريض يحتضر أو التوسط في نزاع عائلي، فإنه يفتقر إلى البُعد العاطفي والإنساني، لأنه لا يشعر ولا يتعاطف، بل يحلل بشكل جاف مبني على معادلات فقط.
كذلك، فإن كلمة “خبير” في اللغة تُستخدم للإشارة إلى شخص عاش التجربة، وفهم التعقيدات، ومرّ بظروف جعلته يُكوّن رأيًا ناضجًا. أما الروبوت، فهو لا يملك تجربة حياة، ولا يستطيع أن يتعلم من الخطأ الشخصي أو أن يشعر بالخجل من فشله، بل يعيد التجربة دون أن يتأثر. ومن هنا، مهما بلغ من التطور التقني، سيبقى مجرد نظام ذكي يفتقر إلى “الإنسانية”.
إقرأ أيضا:مجلس جامعة الدول العربية هو الذي يعين الأمين العام لها، ولمدة خمس سنوات . صواب خطأمع ذلك، تطور التكنولوجيا يُمكن أن يجعل من الروبوت خبيراً فنياً في بيئة محددة للغاية. فعلى سبيل المثال، هناك روبوتات تستطيع إجراء عمليات جراحية معقدة بدقة ميكرومترية، وتُستخدم في غرف العمليات جنبًا إلى جنب مع الأطباء. وهناك أنظمة برمجية تحلل ملايين الوثائق القانونية في ثوانٍ، ما يجعلها تُقدّم استشارات قانونية أسرع من المحامين. كل ذلك يتم بفضل خوارزميات دقيقة وتحليل لغوي عميق.
لكن، هذا لا يُعني أنه سيحلّ محلّ الإنسان كليًا. فالروبوت لا يملك الضمير الأخلاقي، ولا يعرف ما هو العدل أو الرحمة أو النية. كما أنه يعتمد كليًا على ما نُزوّده به من بيانات. فإذا كانت البيانات منحازة أو ناقصة، فإن القرارات التي يتخذها ستكون كذلك.
كذلك، في التعليم مثلاً، الروبوت قد يُعطي إجابات دقيقة وسريعة، لكنه لا يستطيع أن يربط بين حالة الطالب النفسية وأداءه الدراسي، ولا يمكنه أن يبتكر طرقًا تربوية تناسب كل عقلية مختلفة. فالمعلم البشري يستطيع أن يفهم الطالب، ويشجعه، ويُلهِمه، ويغير حياته بكلمة. بينما الروبوت، مهما تطور، سيبقى يفتقر إلى التواصل الإنساني العميق.
إقرأ أيضا:مجلس جامعة الدول العربية هو الذي يعين الأمين العام لها، ولمدة خمس سنوات . صواب خطأورغم أننا قد نرى روبوتًا يكتب مقالة أو يرسم لوحة فنية أو يلحن مقطوعة موسيقية، فكل هذه المخرجات مبنية على تحليل أعمال سابقة، وليست إبداعًا خالصًا. الروبوت لا يعرف معنى الجمال، ولا يطرب عندما يسمع موسيقى، ولا يبكي عند قراءة قصيدة، بل يركب الكلمات كأحجية، ويُنتج ما يُشبه الإبداع دون أن يشعر به.
في النهاية، يمكن القول إن الروبوت يمكن أن يكون خبيرًا في تنفيذ المهام المعقدة وتحليل البيانات واقتراح الحلول الدقيقة. لكنه لا يستطيع أن يكون خبيرًا في القيادة البشرية، أو اتخاذ القرار الأخلاقي، أو التفاعل الشعوري. فـ”الخبير الحقيقي” هو الذي يفهم الظرف، ويتفاعل مع الناس، ويتطور من خلال التجربة، وهذا ما لا يمكن أن يصل إليه الروبوت، مهما كانت تقنيته متقدمة.