منوعات

وسائل التواصل الاجتماعي: التعريف والتطور

لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من النسيج الحديث للتواصل، حيث أحدثت تحولًا عميقًا في الطريقة التي يتفاعل بها الأفراد والمجتمعات مع بعضهم البعض. يشهد العالم نموًا وتطورًا مستمرًا لهذه المنصات، مما يجعلها قوة مؤثرة في مختلف جوانب الحياة المعاصرة.

يهدف هذا المقال إلى تقديم فهم شامل لوسائل التواصل الاجتماعي، بدءًا من تعريفها اللغوي والاصطلاحي، مرورًا بتتبع مراحل تطورها التاريخي، وصولًا إلى تحليل تأثيراتها المتعددة على العالم. كذلك سيتناول المقال مجموعة من الأسئلة المحورية التي تسعى إلى إجلاء مفهوم وسائل التواصل الاجتماعي وتحديد مكانتها في عالم الاتصال والتكنولوجيا.

التعريف اللغوي والاصطلاحي لوسائل التواصل الاجتماعي

لفهم مصطلح “وسائل التواصل الاجتماعي” بشكل متكامل، من الضروري أولاً استكشاف مفهوم “التواصل” في اللغة العربية. يشير التواصل لغةً إلى معاني الاقتران والاتصال والصلة والترابط والالتئام والجمع والإبلاغ والانتهاء والإعلام، كما يعني إنشاء علاقة ترابط وإرسال وتبادل . هذه المعاني اللغوية تسلط الضوء على الجوهر الأساسي للتواصل، وهو بناء الروابط وتبادل المعلومات والأفكار بين الأطراف المختلفة.

أما مصطلح “وسائل التواصل الاجتماعي” في الاصطلاح الحديث، فيُعرف بأنه شكل من أشكال التواصل عبر الإنترنت، يتيح للمستخدمين التفاعل مع بعضهم البعض بطريقة بسيطة من خلال التعليقات والرسائل الخاصة أو عبر المجموعات، بالإضافة إلى مشاركة الأفكار والمحتوى بأشكاله المختلفة، مثل النصوص والصور ومقاطع الفيديو . وتُعد هذه الوسائل تقنيات تفاعلية قائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تسهل إنشاء وتبادل المعلومات والأفكار والاهتمامات المهنية وغيرها من أشكال التعبير عبر المجتمعات والشبكات الافتراضية، مثل فيسبوك وإنستجرام وتويتر وغيرها .

إقرأ أيضا:مناطق زراعة التمور في المملكة العربية السعودية

يمكن تعريف مواقع التواصل الاجتماعي أيضا بأنها وسائل تواصل يتم من خلالها إنشاء حساب للمستخدم، يمكنه من التواصل عبر شبكة الإنترنت مع الآخرين إلكترونيًا؛ لمشاركة المعلومات والأفكار والآراء والرسائل وغيرها من المحتوى المكتوب والمرئي والصوتي والملفات . كما تشير إلى التطبيقات والمواقع الإلكترونية التي تُستخدم للتواصل مع الآخرين، ونشر المعلومات عبر شبكة الإنترنت العالمية من خلال أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة .

هذه التعريفات الاصطلاحية تؤكد على الطبيعة التفاعلية لوسائل التواصل الاجتماعي ودورها في تمكين المستخدمين من إنشاء المحتوى ومشاركته والتفاعل معه على نطاق واسع عبر الإنترنت.

إن التدقيق في هذه التعريفات يكشف عن عدة جوانب أساسية.

أولاً، يبرز المعنى اللغوي لكلمة “تواصل” الحاجة الإنسانية الفطرية للارتباط والتبادل، وهو ما تجسده منصات التواصل الاجتماعي في العصر الرقمي.

ثانيًا، تؤكد التعريفات الاصطلاحية على الدور المحوري للتكنولوجيا في تيسير هذا التواصل على نطاق عالمي.

ثالثًا، تشير إلى التحول في نماذج الاتصال، من الاتصال التقليدي الذي غالبًا ما يكون في اتجاه واحد، إلى أشكال أكثر تفاعلية وتشاركية، حيث يمكن للمستخدمين أن يكونوا منتجين ومستهلكين للمحتوى في آن واحد.

جدول: التسلسل الزمني لنشأة وتطور وسائل التواصل الاجتماعي عبر التاريخ

الأهمية الحدث/المنصة الرئيسية السنة
شكل بدائي للتواصل الإلكتروني
نجاح صموئيل مورس في نقل رسالة إلكترونية عبر التلغراف 1844
سمح بتشارك البيانات بين الجامعات
إنشاء شبكة ARPANET 1969
بداية التواصل الإلكتروني الشخصي
إرسال أول بريد إلكتروني 1971
أول نظام يتيح تفاعل المستخدمين وتبادل الملفات
إنشاء نظام لوحة البيانات (BBS) 1978
نظام مراسلة بين الجامعات والوكالات الحكومية
ظهور نظام يوز نت (USENET) 1979
مجتمعات عامة أولى على الإنترنت تركز على غرف المحادثة
ظهور مواقع جيوسيتيز، وذا غلوب، وتريبود 1994-1995
ربط الأشخاص من خلال عناوين البريد الإلكتروني
إطلاق موقع كلاسميتس 1995
يعتبر أول موقع للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت
إطلاق موقع سيكس ديغريز دوت كوم 1997
أول موقع تواصل اجتماعي جماعي مربح
إطلاق موقع ساي وورد 2001
من أوائل منصات التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار
إطلاق موقع ماي سبيس 2002
منصة للتواصل المهني إطلاق موقع لينكد إن 2003
أصبح أكبر موقع للتواصل الاجتماعي في العالم
إطلاق موقع فيسبوك 2004
منصة لمشاركة الصور اكتسبت شعبية واسعة
إطلاق تطبيق إنستغرام 2010
منصات تركز على مشاركة أنواع مختلفة من المحتوى
ظهور يوتيوب، وتيك توك، وسناب شات، وبينترست لاحقًا

إن هذا التطور التاريخي يوضح مسارًا تصاعديًا نحو زيادة تفاعلية المستخدم وتخصيص التجارب عبر الإنترنت. فمن أنظمة تبادل الرسائل الأساسية إلى منصات شاملة تدعم مشاركة أنواع متنوعة من المحتوى وبناء المجتمعات، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي تحولات كبيرة مدفوعة بالتقدم التكنولوجي. وقد أدت هذه التطورات إلى تغيير جذري في الطريقة التي يتواصل بها الناس ويتفاعلون مع العالم الرقمي.

إقرأ أيضا:ما سبب عدم القدرة على إخراج شخص من تفكيرك: الأسباب والعوامل المؤثرة

هل يعتبر البريد الإلكتروني من مواقع التواصل الاجتماعي؟ تحليل وتقييم

لا يعتبر البريد الإلكتروني عموما من وسائل التواصل الاجتماعي . على الرغم من أنه وسيلة اتصال رقمية ويتيح التفاعل بين الأفراد، إلا أنه يختلف عن منصات التواصل الاجتماعي في عدة جوانب.

أولاً، يعتبر البريد الإلكتروني قناة اتصال أكثر احترافية ويتوقع الأشخاص تلقي معلومات حول المنتجات والخدمات من خلاله، بينما تعتبر الشبكات الاجتماعية شكلاً شخصيًا من أشكال التواصل يستخدم للبقاء على اطلاع دائم بالأصدقاء والعائلة . فعندما يقوم الأشخاص بتسجيل الدخول إلى حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنهم يكونون هناك لرؤية الصور والتحديثات من الأشخاص الذين يعرفونهم ويهتمون بهم.

ثانيًا، البريد الإلكتروني ليس مملوكًا أو خاضعًا لسيطرة أي كيان معين، بل هو منصة اتصال مفتوحة، على عكس الشبكات الاجتماعية التي تملكها وتسيطر عليها جهات خارجية . هذا يعني أن المستخدم لديه سيطرة أكبر على بريده الإلكتروني وبياناته مقارنة بمنصات التواصل الاجتماعي التي قد تتغير خوارزمياتها أو سياساتها بمرور الوقت.

ثالثًا، يعتبر التسويق عبر البريد الإلكتروني استثمارًا مستقرًا طويل الأمد، حيث يتمتع بتاريخ طويل من الاستقرار والنمو المستمر منذ عام 1978، مما يجعله استراتيجية مستدامة للحفاظ على العملاء الحاليين وجذب الجدد . بينما تعتمد منصات التواصل الاجتماعي على الاتجاهات والتفاعلات اللحظية التي قد لا تستمر على المدى الطويل.

إقرأ أيضا:امثال شعبية عن الفصول الاربعة

رابعًا، يتيح البريد الإلكتروني للشركات استهداف شرائح محددة من الجمهور بناءً على معايير دقيقة مثل العمر والموقع والسلوك الشرائي، وهو ما قد لا يكون بنفس الدقة في الوسائط الاجتماعية . كما أن غالبية الأشخاص يفضلون تلقي محتوى ترويجي عبر البريد الإلكتروني مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي.

على الرغم من ذلك، تجدر الإشارة إلى أن بعض الباحثين قد يعتبرون الأشكال المبكرة من البريد الإلكتروني وبرامج الدردشة بمثابة مقدمة لوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة.

ومع ذلك، فإن الخصائص المميزة لالوسائط المتعددة الحديثة، مثل الملفات الشخصية العامة، وشبكات الاتصال، وإمكانية مشاركة المحتوى على نطاق واسع، لا تنطبق بشكل عام على البريد الإلكتروني. لذلك، يُعتبر البريد الإلكتروني بشكل عام وسيلة اتصال رقمية منفصلة عن مواقع التواصل الاجتماعي.

تصنيف وسائل التواصل الاجتماعي: نظرة على القديم والحديث وخصائصهما

يمكن تصنيف وسائل التواصل الاجتماعي إلى فئتين رئيسيتين: القديمة والحديثة.

وسائل التواصل الاجتماعي القديمة

تشمل هذه الفئة الوسائل التي كانت مستخدمة قبل ظهور الإنترنت أو في بداياته الأولى، والتي سهلت التفاعل الاجتماعي وتبادل المعلومات بطرق مختلفة . من الأمثلة عليها:

  1. الاتصال الشفهي: وهو أقدم وسائل الاتصال البشري .
  2. النقوش على الكهوف والصخور: استخدمها الإنسان القديم لتسجيل الأحداث ونقل المعلومات .
  3. الإشارات الدخانية: استخدمت للتواصل عبر المسافات الطويلة .
  4. الحمام الزاجل: استخدم لنقل الرسائل بين الأفراد والدول .
  5. البريد: بدأ استخدامه في العصور القديمة وتطور مع مرور الوقت .
  6. التلغراف: من أوائل وسائل الاتصال اللاسلكي التي ساهمت في تسريع نقل الأخبار .
  7. الهاتف: يعتبر من وسائل الاتصال القديمة والحديثة .
  8. الصحف والمجلات: استخدمت لنقل الأخبار والمعلومات .
  9. المذياع (الراديو): وسيلة اتصال جماهيري مبكرة .
  10. التلفزيون: أضاف التواصل البصري إلى نقل الأخبار والمعلومات .

تتميز وسائل التواصل الاجتماعي القديمة بكونها غالبًا أبطأ في نقل المعلومات وتحتاج إلى وقت أطول للتواصل. كما أن سهولة استخدامها كانت متفاوتة، والقدرة على تبادل الأفكار قد تكون محدودة أو متأخرة. كان مدى انتشارها الجغرافي غالبًا محدودًا، ودقتها قد تختلف.

أما من حيث التكلفة وسهولة الاقتناء، فقد كانت تختلف بشكل كبير بين وسيلة وأخرى. وعلى الرغم من محدودية انتشارها مقارنة بالوسائل الحديثة، إلا أنها غالبًا ما كانت تعزز التواصل الشخصي المباشر، وكان الوقت الذي يقضيه الشخص عليها محددًا بفعل التواصل نفسه.

وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة

تشمل هذه الفئة المنصات والتطبيقات التي تعتمد على الإنترنت وتتيح للمستخدمين إنشاء ملفات تعريف شخصية، والتواصل مع الآخرين، ومشاركة المحتوى، والتفاعل معه بشكل مباشر وفوري . من الأمثلة عليها:

  1. شبكات التواصل الاجتماعي العامة: مثل فيسبوك، وتويتر (الآن X)، ولينكد إن، التي تتيح التواصل والتفاعل بناءً على الاهتمامات أو العلاقات أو الأنشطة المشتركة .
  2. منصات مشاركة الوسائط المتعددة: مثل يوتيوب، وإنستغرام، وتيك توك، وسناب شات، وبينترست، التي تعتمد على نشر المحتوى المرئي بشكل أساسي .
  3. شبكات التدوين الاجتماعي: مثل تمبلر، وميديام، ووردبريس، التي تسمح للمستخدمين بنشر محتوى كتابي والتفاعل مع القراء .
  4. شبكات المناقشة: مثل ريديت وكورا، التي تجمع الأشخاص ذوي الاهتمامات المشتركة لتبادل المعرفة والخبرات .
  5. تطبيقات المراسلة الفورية: مثل واتساب وتيليغرام، التي تتيح التواصل الفوري عبر الرسائل النصية والصوتية والمرئية .

تتميز وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة بتفاعليتها العالية، حيث تسمح للمستخدمين بالتواصل والتفاعل مع بعضهم البعض بشكل مباشر . كما تعتمد على المحتوى الذي ينشئه المستخدمون أنفسهم . وتتمتع بوصول عالمي وسرعة فائقة في نشر وتبادل المعلومات . تتيح هذه المنصات إنشاء ملفات تعريف شخصية وبناء شبكات من العلاقات . كما تدعم مشاركة محتوى متعدد الوسائط وتوفر ميزات مثل الإعجابات والتعليقات والمشاركة . وتسهل تكوين مجتمعات عبر الإنترنت حول اهتمامات مشتركة وتوفر فرصًا للتعبير عن الذات وإنشاء الهوية .

إن هذا التحول من وسائل التواصل الاجتماعي القديمة إلى الحديثة يعكس تطورًا جوهريًا في طرق تفاعل البشر وتبادل المعلومات. فبينما اعتمدت الوسائل القديمة على البنية التحتية المادية وكانت غالبًا مقيدة جغرافيًا، تجاوزت الوسائل الحديثة هذه القيود، مما أتاح تواصلًا عالميًا فوريًا وغير مسبوق. ومع ذلك، فإن هذا التطور يحمل معه أيضًا تحديات جديدة تتعلق بدقة المعلومات والخصوصية والسلوك عبر الإنترنت.

التأثير العالمي لتطبيقات التواصل الاجتماعي على مختلف الأصعدة

لقد غيرت وسائل التواصل الاجتماعي العالم بشكل جذري على مختلف الأصعدة .

على صعيد التواصل بين الأفراد، سهلت وسائل التواصل الاجتماعي الاتصال بشكل أسرع وأسهل عبر الحدود الجغرافية، وأتاحت أشكالًا جديدة من التفاعل من خلال التعليقات والرسائل ومشاركة الوسائط المتعددة. كما وفرت منصات للحفاظ على العلاقات مع العائلة والأصدقاء بغض النظر عن المسافة .

أما بالنسبة للمجتمعات، فقد سمحت بتشكيل مجتمعات عبر الإنترنت حول اهتمامات وهوايات مشتركة، ووفرت منصات للدعم الاجتماعي والتواصل للأفراد ذوي التجارب المتشابهة، مما ساهم في بناء مجتمعات افتراضية وتعزيز الشعور بالانتماء .

وفي مجال السياسة، أصبحت أداة قوية لنشر المعلومات السياسية والأخبار بسرعة، ووفرت أدوات للتعبئة السياسية والنشاط، ويمكن أن تؤثر على الرأي العام وتشكيل الخطاب السياسي. ومع ذلك، فإنها تطرح أيضًا تحديات تتعلق بانتشار المعلومات المضللة والاستقطاب .

وعلى الصعيد الاقتصادي، خلقت فرصًا جديدة للشركات في مجال التسويق والإعلان (التسويق عبر المؤثرين، التجارة الإلكترونية)، وسهلت التواصل المباشر بين الشركات والمستهلكين، وأدت إلى ظهور وظائف ومسارات مهنية جديدة (مديرو وسائل التواصل الاجتماعي، منشئو المحتوى) .

بشكل عام، كان لوسائل التواصل الاجتماعي تأثيرات مجتمعية واسعة، حيث ساهمت في العولمة والتبادل الثقافي، وأثرت على القيم والمعايير الثقافية، وزادت الوعي بالقضايا الاجتماعية والعالمية. ومع ذلك، فقد قدمت أيضًا تحديات تتعلق بالصحة العقلية (الإدمان، المقارنة، القلق)، والخصوصية، وانتشار المعلومات المضللة . كما لعبت دورًا متزايد الأهمية في التعليم والتعلم.

لقد أدت سهولة التواصل وتبادل المعلومات التي توفرها إلى تسريع وتيرة العولمة من خلال تذويب الحواجز الجغرافية والثقافية. هذا الترابط العالمي عزز التفاهم بين الثقافات المختلفة، ولكنه أيضًا أثار مخاوف بشأن فقدان بعض القيم الثقافية التقليدية نتيجة للتأثر بالثقافات الأخرى .

كما أن قدرة وسائل التواصل الاجتماعي على نشر المعلومات بسرعة وتعبئة الجماهير قد غيرت ديناميكيات الحركات السياسية والاجتماعية، مما يوفر فرصًا للتغيير الإيجابي ولكنه ينطوي أيضًا على مخاطر تتعلق بالمعلومات الخاطئة والتلاعب .

بالإضافة إلى ذلك، أحدثت تحولًا في نماذج الأعمال التقليدية، حيث ظهرت صناعات جديدة تعتمد على هذه المنصات، مما أثار تساؤلات حول خصوصية البيانات وممارسات العمل في الاقتصاد الرقمي .

وسائل التواصل الاجتماعي: جيل جديد من ماذا في عالم الاتصال

تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي جيلًا جديدًا من التواصل عبر الإنترنت ، حيث أنها تطورت من أشكال سابقة مثل البريد الإلكتروني ومنتديات الإنترنت . ويمكن اعتبارها أيضًا جيلًا جديدًا من الشبكات الاجتماعية ، مع ميزات محسنة للاتصال ومشاركة المحتوى والتفاعل مقارنة بالمنصات السابقة.

كما تمثل وسائل التواصل الاجتماعي جيلًا جديدًا من وسائل الإعلام ، حيث أصبح إنشاء المحتوى وتوزيعه ديمقراطيًا وتشاركيًا. وقد أدت إلى تحول نحو إنترنت أكثر تفاعلية وتركز على المستخدم ، يُشار إليه غالبًا باسم ويب 2.0، ويتطور حاليًا نحو ويب 3.0.

لقد أعادت تشكيل مشهد نشر المعلومات واستهلاك الأخبار . ويمكن اعتبارها سمة مميزة للعصر الرقمي أو عصر المعلومات .

تشير بعض المصادر إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي هي جيل جديد من الشبكات الاجتماعية مدفوعة بالتطورات التكنولوجية والتحول نحو محتوى الفيديو . ويرى آخرون أنها جيل جديد من الإنترنت نفسه، تطور من المنتديات والمدونات إلى منصات أكثر تفاعلية مع ميزات مثل الواقع المعزز والافتراضي. كما يركز منظور آخر على الجانب الجيلي، حيث يعتبر جيل ألفا أول جيل وُلد بالكامل في عصر تطبيقات التواصل الاجتماعي .

إن هذا التداخل بين التواصل والشبكات والإعلام يشير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل شكلًا هجينًا فريدًا يختلف عن سابقاته، وقد أحدث تغييرات جوهرية في كيفية تفاعل الأفراد والمجتمعات مع المعلومات ومع بعضهم البعض.

كما أن الاتجاه نحو محتوى أكثر مرئية وتفاعلية، مثل الفيديو والبث المباشر والواقع المعزز والافتراضي، يشير إلى مستقبل قد تتلاشى فيه الحدود بين التجارب عبر الإنترنت وخارجها، مما سيكون له آثار كبيرة على التفاعل الاجتماعي والترفيه والتجارة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المنظور الجيلي يسلط الضوء على أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست مجرد ظاهرة تكنولوجية، بل هي أيضًا قوة اجتماعية وثقافية تحدد هويات وقيم وسلوكيات الأجيال الشابة التي نشأت مع هذه المنصات كجزء لا يتجزأ من حياتها .

خاتمة

في الختام، يمكن القول إن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل مفهومًا عصريًا ذا تأثير متنامي، وقد تطورت بشكل ملحوظ منذ نشأتها المتواضعة في القرن التاسع عشر. من خلال تعريفها اللغوي الذي يركز على الاتصال والترابط، وتعريفها الاصطلاحي الذي يؤكد على دور التكنولوجيا في تسهيل التفاعل والمشاركة عبر الإنترنت، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي قوة لا يمكن إنكارها في عالم اليوم.

السابق
هل النيزك يحتوي على كريستال
التالي
المادة هي أي شيء له حجم وكتلة

اترك تعليقاً