إجابة سؤال: يبدأ النص الإرشادي بفكرة جزئية صواب خطأ
- الجواب: خطأ. النص الإرشادي لا يبدأ بفكرة جزئية، بل يُفترض أن يبدأ بفكرة عامة تمهّد للموضوع وتقدّم للقارئ السياق العام الذي ستُبنى عليه باقي التفاصيل والمعلومات.
شرح الإجابة:
عند قراءة النصوص الإرشادية، من الضروري أن نفهم بنيتها الأساسية، فهي تختلف عن باقي أنواع النصوص لأنها تهدف إلى توجيه القارئ أو تعليمه خطوات أو تعليمات محددة بطريقة منظمة. لهذا، من غير المنطقي أن يبدأ هذا النوع من النصوص بفكرة جزئية، لأن الفكرة الجزئية تكون غالبًا متفرعة من فكرة أكبر منها، ولا يمكن فهمها بصورة صحيحة إذا طُرحت قبل المقدمة العامة أو دون وجود خلفية تمهيدية توضح السياق الكامل. ولهذا السبب نقول إن العبارة المطروحة في السؤال غير صحيحة.
النص الإرشادي الجيد يُبنى بشكل تدريجي ومنهجي، حيث تبدأ الفقرة الأولى بتقديم فكرة عامة تساعد القارئ على الدخول في الموضوع، وتضعه أمام صورة شاملة، ثم تأتي بعدها الفقرات التالية التي تنقل القارئ بسلاسة إلى التفاصيل. تخيل مثلًا أن أحدًا يريد أن يعلّم طفلًا في الخامسة من عمره كيف يغسل يديه، هل يمكن أن يبدأ الكلام بعبارة مثل: “افرك ظهر اليد اليمنى بالأصابع اليسرى بحركة دائرية”؟ هذه خطوة جزئية جدًا، ولن تكون مفهومة ما لم يسبقها توجيه عام مثل: “أولًا، يجب أن تغسل يديك بالماء والصابون كي تتخلص من الجراثيم”. من هنا نفهم أهمية البدء بفكرة عامة قبل التعمق في التفاصيل.
إقرأ أيضا:من أبرز المؤلفات التاريخية لابن الأثير كتاب الكامل في التاريخ ؟ومن الجوانب المهمة التي تعزز فهم هذا المفهوم أن النص الإرشادي ليس مجرد تجميع عشوائي للمعلومات، بل هو بنية مترابطة تحتاج إلى تنظيم واضح، وهذا التنظيم يبدأ دائمًا من العام إلى الخاص، من الكل إلى الجزء، من الإطار إلى التفاصيل. وإذا كُسر هذا الترتيب، تصبح الرسالة مربكة، وقد يعجز القارئ، خصوصًا الصغير في السن، عن متابعة الخطوات أو فهم مغزى النص. فالطفل، بطبيعته، يحتاج إلى تمهيد ذهني يساعده على استقبال المعلومات تدريجيًا، وإدراك العلاقة بين الأجزاء المختلفة، وهذا لا يتحقق إذا بدأ الكاتب بشرح جزء فرعي دون تقديم الفكرة الأم أولًا.
ولذلك نجد أن كل الكتاب المحترفين والمعلمين الجيدين يحرصون على اعتماد هذا الأسلوب عند كتابة نصوص إرشادية موجهة للأطفال أو حتى الكبار، لأن هذا الترتيب هو ما يجعل النص مقروءًا، ومفهومًا، وذا تأثير فعّال. فلا يكفي أن نكتب التعليمات، بل يجب أن نرتبها بطريقة تضمن الانتقال السلس من فكرة إلى أخرى، مع الحفاظ على تماسك المعنى والغاية.
إقرأ أيضا:يساعد التلخيص على تحديد النقاط والمعلومات ذات الأهمية في الموضوع صواب خطأوباختصار، الإجابة الصحيحة على هذا السؤال هي “خطأ”، لأن النص الإرشادي لا يبدأ بفكرة جزئية، بل ينطلق من فكرة عامة تُعد مدخلًا أساسيًا لفهم باقي التفاصيل والخطوات، وهذا ما يجعل النص منسجمًا وقادرًا على إيصال رسالته بوضوح ودقة، خصوصًا إذا كان موجّهًا لطلاب في بداية مراحلهم الدراسية.