حل سؤال: يتضمن العمل بالعمل الشرعي ثلاثة أمور ، الاعتقاد الصحيح.
- اجابة السؤال هي: صواب.
شرح الإجابة :
العمل الشرعي، ببساطة، هو كل فعل يوافق الشريعة الإسلامية، أي ما أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو ما أباحه، أو ندب إليه. ولكي يعتبر العمل مشروعًا ومقبولًا، يجب أن يستند إلى ثلاثة أركان أساسية، وهي الاعتقاد الصحيح، والقصد الحسن، والعمل الموافق للشريعة. وجود هذه الأركان مجتمعة هو ما يضفي على العمل صفة الشرعية ويجعله مقبولًا عند الله تعالى.
الركن الأول، وهو محور سؤالنا، *الاعتقاد الصحيح*، يمثل الأساس الذي تبنى عليه الأعمال. فما هو الاعتقاد الصحيح؟ هو الإيمان بالله وحده، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره. هذا الإيمان يجب أن يكون راسخًا في القلب، خالصًا من الشرك والبدع، وأن ينعكس على سلوك الإنسان وأقواله. فمن كان اعتقاده سليمًا، كان أحرص على اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه. تخيل أنك تبني بيتًا، فالاعتقاد الصحيح هو الأساس المتين الذي يحافظ على البيت من الانهيار.
إذا كان الاعتقاد هو الأساس، فإن الركن الثاني، *القصد الحسن*، هو النية الصالحة التي تدفع الإنسان للعمل. فالأعمال بالنيات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. والقصد الحسن يعني أن يكون دافعك للعمل هو ابتغاء مرضاة الله، لا الرياء ولا السمعة ولا أي غرض دنيوي آخر. القصد الحسن هو البوصلة التي توجه العمل نحو الخير، وتجعله خالصًا لله تعالى. على سبيل المثال، قد تتصدق بمال، فإذا كان قصدك هو مساعدة المحتاجين ونيل الأجر من الله، كان عملك مقبولًا. أما إذا كان قصدك هو التباهي والتفاخر، فقد ضاع أجرك.
إقرأ أيضا:اذكر ثلاث طرائق لتسريع جسم ماأما الركن الثالث، *العمل الموافق للشريعة*، فهو أن يكون العمل نفسه جائزًا في الإسلام، ولا يخالف أحكامه وضوابطه. فلا يكفي أن يكون لديك اعتقاد صحيح ونية حسنة، بل يجب أن يكون العمل الذي تقوم به مشروعًا في ذاته. على سبيل المثال، لا يجوز لك أن تتصدق بمال مسروق، لأن السرقة حرام في الإسلام، وبالتالي فإن الصدقة بهذا المال لا تعتبر عملًا شرعيًا مقبولًا. العمل الموافق للشريعة هو الجدار الذي يحمي العمل من الانحراف والضلال.
وبالنظر إلى هذه الأركان الثلاثة، نجد أنها متكاملة ومتلازمة، ولا يمكن الاستغناء عن أي منها. فالاعتقاد الصحيح يوجه النية، والنية الحسنة توجه العمل، والعمل الموافق للشريعة يحقق الغاية المرجوة. وإذا اختل أحد هذه الأركان، فإن العمل يفقد قيمته ومعناه.
لذا، يمكننا القول بثقة أن الاعتقاد الصحيح هو جزء لا يتجزأ من العمل الشرعي، ولا يمكن أن يكون العمل مقبولًا عند الله تعالى إلا إذا كان مبنيًا على اعتقاد سليم وخالص. وهذا الاعتقاد هو الأساس الذي يوجه الإنسان نحو الخير والصلاح، ويدفعه إلى فعل ما يرضي الله تعالى. ومن هنا، فإن الإجابة على السؤال “يتضمن العمل بالعمل الشرعي ثلاثة أمور ، الاعتقاد الصحيح” هي “صواب”، وذلك لأن الاعتقاد الصحيح هو أحد الأركان الأساسية للعمل الشرعي، وبدونه لا يكون العمل مقبولًا.
فكر في الأمر كأنك تحضر طبقًا شهيًا، تحتاج إلى مكونات جيدة (الاعتقاد الصحيح)، ونية لإسعاد من سيأكله (القصد الحسن)، وطريقة تحضير صحيحة (العمل الموافق للشريعة). إذا كان أحد المكونات فاسدًا، أو كانت نيتك سيئة، أو كانت طريقة التحضير خاطئة، فلن يكون الطبق جيدًا.
إقرأ أيضا:هل نطبق فن التعامل مع جميع افراد المجتمع؟ختامًا، العمل الشرعي هو كل عمل يرضي الله تعالى، ويستند إلى الاعتقاد الصحيح والقصد الحسن والعمل الموافق للشريعة. فاحرص على أن تكون أعمالك كلها شرعية، حتى تنال رضا الله وتفوز بالجنة.