السؤال: ينفق محل للعصائر 200 ريال يوميًا نفقات ثابتة، بالإضافة إلى 2.5 ريال تكلفة كوب العصير. فإذا بيع الكوب الواحد بمبلغ 5 ريالات، فكم كوبًا يجب أن يبيع المحل يوميًا ليبدأ بتحقيق الربح؟
- الإجابة: يجب أن يبيع المحل أكثر من 80 كوبًا يوميًا.
شرح الإجابة:
في جوهر الأمر، تكمن المسألة في فهم العلاقة بين ثلاثة عناصر أساسية: النفقات الثابتة، والتكاليف المتغيرة، والإيرادات. فالمصروفات الثابتة البالغة 200 ريال هي عبء يومي لا مفر منه، سواء باع المحل كوبًا واحدًا أو مئة، وهذه تشمل إيجار المحل وفواتير الخدمات الأساسية. من جهة أخرى، هناك التكلفة المتغيرة المرتبطة مباشرة بكل منتج، وهي هنا 2.5 ريال لكل كوب عصير يتم تحضيره. هذه الأرقام تشكل جانب المصروفات في الميزان التجاري اليومي للمحل.
وعلى الجانب الآخر من هذا الميزان، تقف الإيرادات، التي تأتي من بيع كل كوب بمبلغ 5 ريالات. وهنا يكمن المفصل الحقيقي، فكل عملية بيع لا تدر 5 ريالات كاملة كربح صافٍ. بل إن الربح الفعلي من كل وحدة مباعة هو الفارق بين سعر البيع وتكلفة الإنتاج. أي أن كل كوب يساهم بمبلغ (5 – 2.5 = 2.5 ريال) لتغطية تلك النفقات الثابتة الضخمة. هذا المبلغ، وهو 2.5 ريال، هو ما يُعرف بـ”هامش المساهمة”، وهو السلاح الذي يستخدمه المحل لمواجهة تكاليفه اليومية.
انطلاقًا من هذه القاعدة، يصبح التحدي الرئيسي هو معرفة عدد الأكواب التي يجب بيعها لتغطية المصروفات الثابتة بالكامل، وهي 200 ريال. إذا كان كل كوب يساهم بـ 2.5 ريال، فإننا بحاجة إلى قسمة إجمالي النفقات الثابتة على هامش المساهمة لكل كوب. وبالتالي، فإن المعادلة تتضح ببساطة: 200 ريال مقسومة على 2.5 ريال لكل كوب. هذه العملية الحسابية تقودنا إلى رقم محوري وهو 80 كوبًا. هذا الرقم ليس رقم الربح، بل هو “نقطة التعادل”.
عندما يبيع المحل 80 كوبًا بالضبط، يكون قد حقق إيرادات كافية لتسديد جميع تكاليفه، الثابتة والمتغيرة، دون أي زيادة أو نقصان. في هذه اللحظة، يكون المحل قد خرج من منطقة الخسارة ووقف على عتبة الربحية. غير أن السؤال يطلب النقطة التي يبدأ عندها تحقيق الربح الفعلي. لذا، فإن بيع الكوب رقم 81 هو أول خطوة داخل منطقة الأرباح، حيث إن كل ريال مكتسب منه فصاعدًا يمثل مكسبًا حقيقيًا. لذلك، لا بد للمحل من بيع “أكثر من 80 كوبًا” لكي يبدأ فعليًا في جني ثمار عمله اليومي.