جدول المحتويات
من الأسئلة المثارة في مجال النقد الأدبي هو مسألة هل يسلّم الناقد بالآراء السائدة قبل النظر في سلامة الحجج التي تقوم عليها.
ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من النتائج السلبية التي قد تترتب على هذا التسليم. وبعون الله تعالى سوف نتحدث في هذا المقال عن إجابة هذا التساؤل حتى يكون مفهوماً لدى القراء.
مفهوم الآراء السائدة في سياق النقد
الآراء السائدة هي الأفكار أو القيم التي يتم قبولها بشكل عام من قبل معظم الناس في المجتمع. غالبا ما تكون متأثرة بالثقافة، الإعلام، أو تأثيرات اجتماعية معينة، وتظهر كأنها الحقيقة الوحيدة التي يجب أن يصدقها الجميع.
في سياق النقد، الآراء السائدة تعني التوجهات الفكرية أو المواقف التي يُنظر إليها على أنها مسلمات، ويتم قبولها بدون فحص دقيق أو تساؤل. هذا ما يجعلها محط نقد وتحليل.
في معظم الأحيان، تشكل الآراء السائدة نتيجة لتأثيرات قوية من البيئة الاجتماعية. على سبيل المثال، في بعض الثقافات، قد يكون من المقبول للغاية أن يلتزم الأفراد بمفاهيم معينة عن الجمال أو النجاح. هذه الآراء تنتقل من جيل إلى جيل، ويعتبرها البعض حقيقية دون أن يتساءلوا حول صحتها.
لكن في السياق النقدي، يجب أن نكون قادرين على تحدي هذه الآراء وفحصها من زوايا مختلفة.
إجابة سؤال: يسلّم الناقد بالآراء السائدة قبل النظر في سلامة الحجج التي تقوم عليها
عندما نقول إن الناقد يجب أن يسلم بالآراء السائدة قبل النظر في سلامة الحجج التي تقوم عليها، فإننا نقوم بتقديم فكرة خاطئة عن دور الناقد.
إقرأ أيضا:يسبب حدوث إصابة في كاحل القدم للاعب كرة قدم قلة في كفاءة عمل الهيكل المحوري لديهفالناقد الحقيقي هو شخص يملك القدرة على التفكير النقدي والتحليل المنطقي ولا يقبل الآراء السائدة لمجرد أنها شائعة أو متداولة، بل يبدأ بفحصها بعناية والتحقق من صحتها بناءً على أدلة منطقية وأدوات تحليلية.
فعند مناقشة أي فكرة أو رأي، يجب أن تكون الحجج المدعمة لها هي العامل الرئيسي في تقييم صحة الرأي. فالحجج هي التي تحدد قوة الفكرة من ضعفها.
فإذا كانت الحجة غير سليمة أو مبنية على أسس غير منطقية، فإن الرأي الذي يترتب عليها سيكون ضعيفا أيضا. لذلك، من غير المنطقي أن يتسلم الناقد الرأي قبل فحص الحجج التي تقوم عليه.
النتائج السلبية التي قد تترتب على النقد عندما يُسلّم الناقد بالآراء السائدة
النقد البناء هو أداة قوية للتطوير والتحسين، لكن عندما يستسلم الناقد للآراء الشائعة والسائدة دون تفكير عميق، تتحول هذه الأداة إلى سيف ذي حدين. تخيل أن الناقد أصبح ببغاء يردد ما يقوله الجميع، بدلا من أن يكون عينا فاحصة تبحث عن الحقيقة بنفسها.
أحد أبرز النتائج السلبية هو ضياع الابتكار فالناقد الذي يتبع التيار لن يجرؤ على اقتراح أفكار جديدة أو تحدي الطرق التقليدية. مثال على ذلك، لو أن ناقدا فنيا في زمن النهضة اقتنع فقط بآراء النقاد الآخرين الذين يفضلون الأسلوب الكلاسيكي، لربما لم نكن لنرى روائع فنية بأساليب جديدة ومختلفة.
إقرأ أيضا:الغلاف الجوي هو جزء من الارض تعيش فيه المخلوقات الحيهعلاوة على ذلك، يتوقف التقدم فالنقد الحقيقي يدفعنا إلى الأمام من خلال كشف الأخطاء وتحديد نقاط الضعف. لكن عندما يكتفي الناقد بتأييد الآراء السائدة، يصبح النقد مجرد تكرار ممل، ويفقد قدرته على إحداث أي تغيير إيجابي. ومن الممكن أن يصبح النقد عديم الفائدة، وربما ضارا لأنه يعطي انطباعا زائفا بالرضا عن الوضع الراهن.
في النهاية ومن خلال الفقرات السابقة نستنتج أن الإجابة على السؤال كالاتي:
- السؤال: يسلّم الناقد بالآراء السائدة قبل النظر في سلامة الحجج التي تقوم عليها. صواب خطأ ؟
- الجواب: خطأ. لا يسلّم الناقد بالآراء السائدة قبل النظر في سلامة الحجج التي تقوم عليها، بل يجب أن يركز على قوة الحجة.