جدول المحتويات
يعد الشعر الجاهلي من أقدم وأغنى أنواع الأدب العربي، وقد تميز بخصائص فنية فريدة جعلته محط اهتمام الباحثين والدارسين على مر العصور. ومن بين هذه الخصائص يبرز الاستطراد كظاهرة لافتة تستحق التوقف عندها.
في هذا المقال، سنتناول سؤالا هاما يطرحه العديد من الطلاب والمهتمين بأدب الشعر القديم وهو: هل يعد الاستطراد في الشعر الجاهلي من خصائص: ألفاظه، أم معانيه، أم خياله، أم تراكيبه؟
هدفنا من هذا المقال هو تزويد الطالب بفهم شامل ومتعمق لظاهرة الاستطراد في شعر العرب قبل الإسلام، ومساعدته على تكوين رأي مستنير حول هذه القضية.
الشعر الجاهلي
لم يكن الشعر في العصر الجاهلي مجرد كلمات موزونة ومقفاة، بل كان سجلا حيا لحياة العرب وتقاليدهم. فقد صور الشعراء الجاهليون بيئتهم الصحراوية، ووصفوا حيواناتهم وإبلهم، وسجلوا حروبهم وأيامهم. كما عبروا عن مشاعرهم وأحاسيسهم تجاه الحب والفخر والحزن.
يتميز بعدة خصائص فنية وموضوعية، فهو يصور الواقع بصدق ويعكس البيئة البدوية والحياة فيها ببساطة ووضوح، كما يتميز بقوة الألفاظ وجزالتها ووضوح المعاني، وإعتمد على التصوير الحسي للطبيعة واستخدام التشبيه والاستعارة والمحسنات اللفظية والمعنوية، بالإضافة إلى الاستطراد في الموضوعات وافتتاح القصائد بالمقدمات الطللية وتوظيف الحكمة والفخر والحماسة والوصف¹.
لم يقتصر الأدب الجاهلي على أغراض الشعر فقط، بل شمل أيضا فنونا نثرية متنوعة. فقد برع العرب في الخطابة، واستخدموها في الحروب والصلح والمناسبات الاجتماعية وأداة للتواصل والتأثير في الآخرين. كما اشتهروا بالأمثال والحكم، التي تعكس خبراتهم وتجاربهم في الحياة. وقد كانت القصص والأساطير جزءا من تراثهم الثقافي، وتناقلوها عبر الأجيال.
إقرأ أيضا:طرق حماية البحر الميت من الجفافتعد المعلقات من أروع نماذج الشعر الجاهلي ومن أهم كنوز الأدب العربي، وهي قصائد طويلة ومتميزة، اختارها الرواة وحفظوها لما فيها من جمال فني وثراء معنوي. وقد تنوعت موضوعاتها، فشملت الغزل والفخر والوصف والحكمة. وقد تميزت بأسلوبها القوي ولغتها الجزلة، وصورها الشعرية الرائعة².
معنى الاستطراد في الشعر الجاهلي
الاستطراد في الأدب الجاهلي هو أسلوب بلاغي يعني أن يبدأ المتكلم في موضوع معين، وبينما هو يخوض فيه ويتحدث عنه، ينتقل فجأة إلى موضوع آخر ذي صلة، جاعلا الموضوع الأول سببا أو مدخلا للموضوع الجديد.
فالشعراء كانوا يستخدمونه لإضفاء بعد فلسفي أو عاطفي على قصائدهم، بحيث لم يكن الانتقال بين المواضيع عبثيا بل كان له غرض فني يعزز الفكرة العامة للنص. وبالتالي، أصبح الاستطراد جزءا أساسيا من الطريقة التي يعبر بها الشعراء الجاهليون عن مشاعرهم وتجاربهم.
الفكرة المركزية في الاستطراد هي أن المواضيع المتنقلة ليست منفصلة، بل يرتبط بعضها ببعض سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
ولذلك، يمكننا أن نعتبر الاستطراد في الشعر ما قبل الإسلام هو وسيلة لإظهار البراعة اللغوية والقدرة على الانتقال السلس بين المعاني ما يضفي على النصوص سمة من التماسك والعمق الفكري، ويزيد من جمالها البلاغي.
إجابة سؤال: يعد الاستطراد في الشعر الجاهلي من خصائص
بناءا على ما سبق تكون الإجابة النموذجية على سؤال الطالب التعليمي في مناهج المملكة العربية السعودية كالاتي:
إقرأ أيضا:هل الطول هو مقياس لمقدار الفراغ الذي يشغله الجسمالاستطراد يعد في الشعر الجاهلي من خصائص معانيه، وهو أسلوب بلاغي للانتقال من موضوع لآخر ذي صلة، لإثراء القصيدة وإظهار البراعة اللغوية، ويعكس التفكير العربي بالربط بين المعاني.
خاتمة
في ختام مقالنا، وبناء على ما تم عرضه في المقال نجد أن الاستطراد في الشعر الجاهلي يعد من خصائص معانيه، ويمثل أسلوبا بلاغيا فنيا يتم من خلاله الانتقال بين الموضوعات بشكل سلس ومترابط لإثراء القصيدة وإظهار براعة الشاعر في استخدام اللغة.