حل سؤال: يعد الغاز غير المرافق للنفط أحد أقسام الغاز.
- الجواب: صح
شرح الإجابة:
يعتبر الغاز الطبيعي ثروة طاقوية هائلة، وله تصنيفات متعددة تساعدنا على فهم خصائصه وطرق استخراجه. يتجلى أحد أبرز هذه الأقسام في الغاز غير المرافق للنفط، والذي يُعرف أيضًا باسم الغاز الحر. إنه بالفعل أحد الفئات الأساسية التي يتكون منها عالم الهيدروكربونات الغازية.
يُعد هذا النوع من الغاز مستقلاً بذاته؛ بمعنى أنه يتواجد في المكامن الجيولوجية تحت سطح الأرض بشكل منفصل عن النفط الخام. لا يصاحب استخراجه خروج كميات كبيرة من السوائل النفطية، بل يكون هو المكون الرئيس في تلك الصخور المسامية التي يحتبس داخلها. هذا الاختلاف الجوهري هو ما يمنحه اسمه المميز ويُبرز تفرده.
تتشكل هذه التجمعات الغازية المستقلة بفعل ظروف معينة من الضغط والحرارة على مدى ملايين السنين داخل طبقات الأرض. غالبًا ما تكون هذه الظروف مناسبة لتكوين الغاز بشكل أساسي دون تركيز كبير لتكوين النفط الخام، وهذا ما يفسر عدم تواجدهما معًا في نفس المكمن بتركيزات قابلة للاستغلال الاقتصادي. ومن هنا، يبرز تميز هذا القسم من الغاز عن غيره من المصادر الطاقوية.
على النقيض من ذلك، يوجد ما يُعرف بـ الغاز المصاحب، وهو النوع الذي يذوب في النفط الخام داخل المكمن، أو يتواجد كطبقة غازية فوق النفط مباشرة. عند استخراج النفط، يخرج هذا الغاز معه بشكل طبيعي، مما يتطلب عمليات فصل ومعالجة خاصة. لكن، عندما نتحدث عن الغاز غير المرافق، فإننا نشير إلى حقول غازية خالصة، لا ترتبط استدامتها أو استخراجها بإنتاج النفط.
يتألف هذا الوقود الأحفوري بشكل أساسي من غاز الميثان، الذي يشكل نسبة كبيرة من مكوناته، بالإضافة إلى كميات أقل من الإيثان والبروبان والبيوتان وبعض الغازات الأخرى. هذه التركيبة الكيميائية تجعله وقودًا نظيفًا نسبيًا عند الاحتراق مقارنة بغيره من الوقود الأحفوري. هذا النقاء النسبي يجعله ذا قيمة عالية في صناعة الطاقة الحديثة.
تُشكل حقول الغاز غير المرافق غالبية احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم، مما يؤكد على أهميته البالغة كمصدر رئيسي لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة. عمليات الاستكشاف والإنتاج لهذا الغاز تتطلب تقنيات متطورة وميزانيات ضخمة، نظرًا لعمق هذه المكامن أحيانًا وتعقيد تركيباتها الجيولوجية.
بمجرد استخراجه، يُرسل هذا المورد الطبيعي إلى محطات المعالجة لإزالة الشوائب والرطوبة والمكونات غير المرغوبة، ليصبح جاهزًا للاستخدام. بعد ذلك، يمكن نقله عبر خطوط الأنابيب أو تحويله إلى الغاز المسال (LNG) لتسهيل نقله بحرًا إلى الأسواق العالمية. تلك العمليات تضمن وصوله بأفضل جودة ممكنة.
يُستخدم هذا الغاز النقي في نطاق واسع من التطبيقات؛ فهو يُسهم بشكل كبير في توليد الكهرباء في المحطات الحرارية، ويُعد وقودًا حيويًا لـ التدفئة المنزلية، بالإضافة إلى استخدامه كمادة خام أساسية في العديد من الصناعات البتروكيماوية. دوره المحوري يجعله عصبًا لا غنى عنه في الاقتصادات الحديثة وفي تلبية احتياجات المجتمعات.
لذا، فإن الفصل بين أنواع الغاز، وتحديدًا فهم الفرق بين الغاز غير المرافق و الغاز المصاحب، هو أساسي لأي شخص يرغب في استيعاب ديناميكيات مصادر الطاقة العالمية. إنه يوضح مدى تنوع الموارد الطبيعية وكيفية استغلال كل منها بأفضل طريقة ممكنة.
أسئلة شائعة:
ما الفرق الجوهري بين الغاز غير المرافق والغاز المصاحب؟
الفرق الأساسي يكمن في طريقة وجودهما؛ فالغاز غير المرافق يتواجد بشكل مستقل في مكامنه الخاصة دون ارتباط مباشر بكميات كبيرة من النفط الخام، بينما الغاز المصاحب يوجد مع النفط في نفس المكمن ويُستخرج غالبًا أثناء عملية إنتاج النفط.
لماذا يعتبر الغاز غير المرافق ذا قيمة اقتصادية عالية؟
تتمثل قيمته العالية في نقائه النسبي، حيث يتكون معظمه من الميثان، مما يجعله وقودًا فعالاً وأقل تلويثًا للبيئة. كما أن احتياطياته الكبيرة تجعله مصدرًا مستدامًا لتلبية الطلب العالمي على الطاقة.
أين توجد حقول الغاز غير المرافق عادة؟
تتواجد هذه الحقول في المكامن الجيولوجية العميقة ضمن طبقات الأرض، حيث توفر الظروف الجيولوجية المحددة بيئة مثالية لتكوين الهيدروكربونات الغازية النقية وتجمعها.
كيف يُستفاد من الغاز غير المرافق بعد استخراجه؟
بعد استخراجه ومعالجته، يُستخدم في توليد الكهرباء، والتدفئة المنزلية، وكمادة خام أساسية في صناعة البتروكيماويات لإنتاج البلاستيك والأسمدة والعديد من المنتجات الأخرى.
هل يعتبر الغاز غير المرافق صديقًا للبيئة أكثر من مصادر الطاقة الأخرى؟
يعتبر الغاز الطبيعي بشكل عام، بما في ذلك النوع غير المرافق، وقودًا أحفوريًا أنظف نسبيًا مقارنة بالفحم أو النفط، حيث ينتج كميات أقل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والجزيئات الضارة عند الاحتراق، مما يجعله خيارًا أفضل في سياق حماية البيئة.