أقسام المقالة
- صحة العبارة المطروحة “يوجد البيجماتيت في جنوب وغرب المملكة العربية السعودية على هيئة قواطع في الصخور الجرانيتية صواب خطأ”
- تعريف البيجماتيت وخصائصه
- التوزيع الجغرافي في المملكة
- كيفية تكوين القواطع في الصخور الجرانيتية
- مبدأ القاطع والمقطوع في الجيولوجيا
- أشكال وأحجام قواطع البيجماتيت
- التركيب المعدني للبيجماتيت السعودي
- الأهمية الاقتصادية والعلمية
- العمر الجيولوجي والسياق التكتوني
- الخصائص الفيزيائية المميزة
تعتبر دراسة صخور البيجماتيت في المملكة العربية السعودية من الموضوعات المهمة في علم الجيولوجيا، حيث تحمل هذه التكوينات الصخرية دلالات علمية واقتصادية كبيرة. البيان التالي يوضح صحة العبارة المطروحة حول وجود البيجماتيت في صورة قواطع بالصخور الجرانيتية في جنوب وغرب المملكة.
صحة العبارة المطروحة “يوجد البيجماتيت في جنوب وغرب المملكة العربية السعودية على هيئة قواطع في الصخور الجرانيتية صواب خطأ”
العبارة صحيحة وصواب – يوجد البيجماتيت فعلياً في جنوب وغرب المملكة العربية السعودية على هيئة قواطع في الصخور الجرانيتية. هذا التوزيع الجغرافي يرتبط بالتكوين الجيولوجي للدرع العربي الذي يمتد عبر المناطق الغربية من المملكة.
تعريف البيجماتيت وخصائصه
البيجماتيت هو نوع من الصخور النارية المتداخلة المتميزة بخصائصها الفريدة. يصنف هذا الصخر كصخر ناري خشن الحبيبات، يتكون من بلورات كبيرة الحجم بدرجة غير عادية، حيث قد يصل طول البلورة الواحدة إلى بضعة أمتار في بعض الحالات¹.
تتألف معظم صخور البيجماتيت من ثلاثة معادن أساسية هي الكوارتز والفلدسبار والميكا، وهو تركيب يشبه إلى حد كبير تركيب الجرانيت. هذا التشابه في التركيب المعدني يفسر العلاقة الوثيقة بين البيجماتيت والصخور الجرانيتية، حيث يتكون البيجماتيت عادة من بقايا المنصهرات السليكاتية بعد تصلب وتبلور معظم مكونات الجرانيت.
التوزيع الجغرافي في المملكة
يتركز وجود البيجماتيت في المملكة العربية السعودية بشكل أساسي في المناطق الجنوبية والغربية. هذا التوزيع يتماشى مع امتداد الدرع العربي، والذي يُشكل الجزء الغربي لشبه الجزيرة العربية ويتكشف من جنوب الأردن إلى اليمن².
تشمل المناطق التي يتواجد فيها البيجماتيت منطقة عسير وأجزاء من منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة. تقع هذه المناطق ضمن نطاق صخور ما قبل الكمبري التي تعود إلى دهر طلائع الأحياء الحديث، والتي يتراوح عمرها ما بين 850 إلى 550 مليون سنة مضت.
كيفية تكوين القواطع في الصخور الجرانيتية
عملية تكوين قواطع البيجماتيت في الصخور الجرانيتية تحدث خلال المراحل الأخيرة من تبريد الصهارة. عندما تبرد الصهارة الجرانيتية، تتبلور معظم المعادن الأساسية، لكن تبقى بقايا غنية بالماء والمواد المتطايرة مثل الكلور والفلور والبورون والكبريت.
هذه البقايا الصهيرية المتبقية تحتوي على تراكيز عالية من السيليكا، بالإضافة إلى عناصر لم تدخل في تكوين المعادن الأساسية للجرانيت. تتحرك هذه المحاليل الحارة عبر الشقوق والفراغات في الصخور الجرانيتية المتصلبة، حيث تملأ هذه الفراغات وتتصلب مكونة عروقاً غنية بالمعادن.
مبدأ القاطع والمقطوع في الجيولوجيا
لفهم العلاقة بين البيجماتيت والصخور الجرانيتية، من المهم استيعاب مبدأ القاطع والمقطوع في علم الجيولوجيا. هذا المبدأ، الذي وضعه العالم جيمس هوتون عام 1795، ينص على أنه عندما تقطع وحدة جيولوجية وحدة أخرى، فإن الوحدة القاطعة تكون أحدث عمراً من الوحدة المقطوعة.
في حالة البيجماتيت، تعتبر قواطع البيجماتيت أحدث عمراً من الصخور الجرانيتية التي تخترقها. هذا يؤكد أن تكوين البيجماتيت حدث بعد تشكل وتصلب الصخور الجرانيتية الأساسية، مما يدعم النظرية القائلة بأن البيجماتيت يتكون من بقايا الصهارة الجرانيتية.
أشكال وأحجام قواطع البيجماتيت
تظهر قواطع البيجماتيت في المملكة العربية السعودية بأشكال وأحجام متنوعة. يمكن أن تكون على هيئة عروق أو أجسام أسطوانية الشكل أو على هيئة أجسام بيضاوية أو دائرية أو كتل مدورة في صخور الجرانيت. كما توجد في هيئة جيوب عدسية الشكل داخل التكوينات الجرانيتية.
تختلف أجسام البيجماتيت في أطوالها وأحجامها اختلافاً كبيراً، حيث تتراوح من بضعة أمتار إلى عدة كيلومترات طولاً، ويتراوح سمكها من عدة سنتيمترات إلى عشرات الأمتار. في منطقة وادي يبا، على سبيل المثال، تمتد قواطع البيجماتيت عبر مساحة 20 كيلومتر مربع، وتشمل 20 جسماً من البيجماتيت بأبعاد تتراوح من 100-500 متر طولاً و3-6 أمتار عرضاً.
التركيب المعدني للبيجماتيت السعودي
يتميز البيجماتيت في المملكة العربية السعودية بتركيبه المعدني المتنوع. إضافة إلى المعادن الأساسية الثلاثة (الكوارتز والفلدسبار والميكا)، يحتوي البيجماتيت السعودي على معادن أخرى مهمة مثل التورمالين والتوباز والبيريل.
كما يحتوي البيجماتيت في بعض المناطق على خامات معدنية لعناصر اقتصادية مهمة مثل القصدير والتنجستن واليورانيوم والثوريوم والروبيديوم والعناصر الأرضية النادرة. هذا التنوع في التركيب المعدني يعكس التنوع في طبيعة الصهارة الأصلية والظروف الجيولوجية التي تكونت فيها هذه الصخور³.
الأهمية الاقتصادية والعلمية
تحمل صخور البيجماتيت في المملكة العربية السعودية أهمية اقتصادية كبيرة. فهي مصدر مهم للعديد من المعادن الصناعية والعناصر النادرة المستخدمة في التطبيقات التكنولوجية المتقدمة. يستخرج من البيجماتيت معادن مثل الليثيوم والتانتالوم والنيوبيوم، والتي تدخل في صناعة البطاريات والإلكترونيات.
من الناحية العلمية، تساعد دراسة البيجماتيت في فهم العمليات النارية العميقة وكيفية تكون القشرة الأرضية في المملكة. كما تعتبر هذه الصخور مؤشراً على وجود معادن نادرة أخرى في المنطقة، مما يجعلها هدفاً مهماً للاستكشاف الجيولوجي.
العمر الجيولوجي والسياق التكتوني
يعود عمر صخور البيجماتيت في المملكة العربية السعودية إلى العصر البروتيروزوي، أي ما يقارب 1-2 مليار سنة مضت. هذا العمر يجعلها جزءاً من قشرة أرضية قديمة ونشطة جيولوجياً في الماضي.
تكونت هذه الصخور خلال فترة تتميز بنشاط تكتوني مكثف، حيث حدثت عمليات النمو التلاحمي لحزام التجبل الذي تطور خلال الفترة من 850 إلى 550 مليون سنة مضت. هذا السياق التكتوني النشط ساهم في تكوين الشقوق والفراغات التي ملأتها لاحقاً المحاليل المكونة للبيجماتيت.
الخصائص الفيزيائية المميزة
تتميز قواطع البيجماتيت في الصخور الجرانيتية بخصائص فيزيائية مميزة تجعلها سهلة التعرف عليها في الحقل. عادة ما تظهر كشرائط أو قواطع بيضاء أو رمادية فاتحة داخل الجرانيت الداكن. هذا التباين اللوني يسهل عملية رصدها ودراستها.
القواطع قد تكون مستقيمة أو متعرجة حسب حركة الصهارة أثناء التبريد واتجاه الشقوق الموجودة في الصخر الأصلي. كما تتميز بحجم البلورات الكبير الذي يمكن رؤيته بالعين المجردة، مما يجعلها تختلف وضوحاً عن النسيج الناعم للصخور الجرانيتية المحيطة بها.
تؤكد الأدلة الجيولوجية والدراسات الحقلية صحة العبارة المطروحة حول وجود البيجماتيت في جنوب وغرب المملكة العربية السعودية على هيئة قواطع في الصخور الجرانيتية. هذا التوزيع الجغرافي يعكس التاريخ الجيولوجي المعقد للدرع العربي والعمليات النارية التي شكلت هذه المنطقة عبر ملايين السنين، مما يجعل هذه التكوينات مصدراً مهماً للثروة المعدنية والفهم العلمي للعمليات الجيولوجية القديمة.