جدول المحتويات
عندما نتحدث عن المشاريع العملاقة التي تهدف إلى تطوير المناطق الساحلية لتصبح إلى وجهات سياحية عالمية، فإن مشروع البحر الأحمر يأتي في الصدارة، باعتباره أحد أبرز المبادرات التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
هذا المشروع الطموح ليس مجرد رؤية لتطوير منطقة ساحلية، بل هو خطوة محورية في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 التي تسعى لتنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة المملكة كوجهة عالمية للسياحة الفاخرة والمستدامة.
ما هو مشروع البحر الأحمر؟
مشروع البحر الأحمر هو أحد أكبر المشاريع السياحية في العالم وأحد أهم المبادرات السعودية ضمن رؤية 2030، يهدف إلى تحويل منطقة ساحلية فريدة في شمال غرب المملكة العربية السعودية إلى وجهة سياحية عالمية. يمتد المشروع على مساحة شاسعة تبلغ نحو 28,000 كلم²، ويتضمن تطوير 90 جزيرة بكر، مع التركيز على الاستدامة البيئية والتصاميم الابتكارية.
يقع المشروع بين مدينتي أملج والوجه على ساحل البحر الأحمر، وهو موقع استراتيجي يمكّن 250 مليون شخص من الوصول إليه بسهولة خلال ساعات قليلة من أوروبا وآسيا.
أُعلن عن المشروع في 31 يوليو 2017م على يد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء. ويشرف على تطوير المشروع شركة البحر الأحمر الدولية، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، التي تعمل على تحقيق معايير عالية في التصميم والبناء مع ضمان الاستدامة البيئية.
إقرأ أيضا:سوري يحصل على الجنسية السعودية تقديراً لإنجازاتهأهداف مشروع البحر الأحمر
يهدف المشروع إلى تحقيق نقلة نوعية في قطاع السياحة السعودي من خلال جذب الاستثمارات العالمية، تطوير بنية تحتية حديثة، وتقديم تجربة سياحية فاخرة تشمل مراسي اليخوت، ملاعب الجولف، منتجعات فاخرة، ومرافق استجمام متميزة.
يسعى المشروع إلى خلق أكثر من 70 ألف فرصة عمل جديدة، وتحقيق مساهمة اقتصادية تصل إلى 22 مليار ريال سنويا في الناتج المحلي الإجمالي. إلى جانب ذلك، يركز المشروع على حماية البيئة والحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي للمملكة.
مكونات المشروع
تم تصميم المشروع على مرحلتين رئيسيتين:
- المرحلة الأولى، التي اكتملت في نهاية عام 2022م، تضمنت إنشاء بنية تحتية متقدمة، بما في ذلك مطار البحر الأحمر الدولي الذي يستوعب مليون مسافر سنويًا، بالإضافة إلى 16 فندقا تضم نحو 3000 غرفة، ومرافق ترفيهية متنوعة.
- المرحلة الثانية، والتي من المقرر الانتهاء منها بحلول عام 2030م، تشمل تطوير 50 فندقا إضافيا تضم حوالي 8000 غرفة، إلى جانب أكثر من 1000 وحدة سكنية، ومرافق ترفيهية وتجارية إضافية.
الجزر الرئيسية
من بين الجزر المميزة في المشروع، تأتي جزيرة شورى (شريرة) التي تعتبر الواجهة الرئيسة وتحتوي على 11 فندقًا ومرافق رياضية وترفيهية فاخرة، وجزيرة أمهات، وجزيرة شيبارة المصممة لاستقبال عشاق الغوص والاستجمام. تم تصميم هذه الجزر باستخدام مواد صديقة للبيئة وتقنيات مستدامة تهدف إلى تقليل التأثير البيئي.
إقرأ أيضا:لماذا يعاني شخص ما من الم في عضلات الساق بعد ان يركض مده طويلهالابتكار والتقنيات الحديثة
مشروع البحر الأحمر يعتمد على أحدث التقنيات لتحقيق أهداف الاستدامة، منها تقنية “تايم لابس” لتوثيق مراحل البناء، ونظام Enablon لإدارة البيئة والصحة والسلامة. كما يتم استخدام الخرسانة الخضراء ومواد بناء منخفضة الكربون لتعزيز الحياد البيئي.
الاستدامة وحماية البيئة
يتميز المشروع بتركيزه على الاستدامة البيئية، حيث يتم توليد الطاقة بالكامل من مصادر متجددة، وتحقيق الحياد الكربوني بنسبة 100%. كما تم تسجيل تسع جزر كمواقع ذات قيمة بيئية عالية لحماية دورة حياة الكائنات البحرية المهددة بالانقراض. ويعمل المشروع على منع النفايات البلاستيكية والتصريف في البحر، مع إطلاق برامج مبتكرة مثل “التخلص من المخلفات البحرية”.
التجارب السياحية
يوفر المشروع مجموعة من التجارب السياحية الفريدة، بما في ذلك:
- السياحة الجبلية: عبر منتجعات مدمجة مع الطبيعة مثل منتجع “دزرت روك”.
- السياحة الفلكية: التي تهدف إلى تقليل التلوث الضوئي والحصول على اعتماد السماء المظلمة.
- الأنشطة البحرية: مثل الغوص بين الشعاب المرجانية والاستمتاع بالطبيعة البحرية الخلابة.
الأثر الاقتصادي والاجتماعي
يعد مشروع البحر الأحمر ركيزة أساسية لتنويع الاقتصاد السعودي، حيث يستهدف تعزيز الإنفاق السياحي المحلي والدولي. كما يسهم المشروع في دعم الكفاءات السعودية من خلال برامج تدريبية مثل برنامج نخبة الخريجين وبرنامج قادة الاستدامة، مما يعزز مشاركة الشباب في التنمية.
إقرأ أيضا:الدكتور عبدالله بن سالم المعطاني ويكيبيديا – السيرة الذاتية وسبب الوفاةفي النهاية، يمثل مشروع البحر الأحمر نموذجًا مبتكرًا للتنمية المستدامة، حيث يجمع بين الفخامة البيئية والابتكار التقني لتعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية.