حل سؤال: الإخلاص لله أحد شروط قبول العبادة. صواب خطأ
الجواب: صواب. الإخلاص لله شرط أساسي لقبول العبادة، فلا تُقبل أي عبادة إذا لم تكن خالصة لله وحده.
لماذا الجواب “صواب”
العبادة في الإسلام لا تكون صحيحة إلا إذا تحقق فيها شرطان أساسيان: الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. الإخلاص يعني أن يؤدي المسلم عبادته بنية صادقة خالية من الرياء أو السعي وراء مدح الناس. فالعمل الذي يُراد به غير وجه الله لا يكون مقبولا حتى لو كان في ظاهره عبادة.
في القرآن الكريم، وردت آيات تؤكد أن الإخلاص لله أساس قبول الأعمال، مثل قوله تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [ سورة البينة: 5]. وهذا يدل على أن كل عبادة يجب أن تكون خالية من أي نية أخرى غير التقرب إلى الله.
النبي محمد صلى الله عليه وسلم أكد في أحاديثه على أهمية الإخلاص، حيث قال: إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما. هذا الحديث يوضح أن صحة العمل وقبوله مرتبطان بنية صاحبه، فإن كانت النية خالصة لله، كان العمل مقبولا، وإن شابها شيء من الرياء، لم يُقبل.
إقرأ أيضا:المناظرة كالتي تكون بين الخبراء في حقل معرفي محدد صواب خطألو تخيلنا شخصًا يصلي ليُقال عنه إنه عابد، أو يتصدق ليُمدحه الناس، فإن عمله هذا لا ينفعه عند الله. فالعبادة الحقيقية يجب أن تكون خالية من أي هدف دنيوي، لأن الله غني عن الأعمال التي يُراد بها غيره.
الإخلاص ليس مجرد كلمة، بل هو مفهوم عميق يظهر في سلوك المسلم. فالمخلص يؤدي عبادته في العلن والسر بنفس الإتقان، ولا ينتظر ثناء أحد، بل يطمح إلى رضا الله وحده. وهذه الصفة تجعل الإنسان أكثر استقرارًا نفسيًا، لأنه لا يشعر بالحاجة لإرضاء الناس، بل يركز على علاقته بالله فقط.
إقرأ أيضا:لماذا لم تتمكن فرنسا من احتلال المغرب عندما احتلت الجزائر عام 1830قبول العبادة يعتمد على الإخلاص، لكن هناك شرطًا آخر وهو المتابعة، أي أن تكون العبادة على هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
فلو ابتكر شخص عبادة من عنده ولم تكن مشروعة، فإنها غير مقبولة حتى لو أخلص فيها. وهذا يوضح أن الإخلاص وحده لا يكفي، بل يجب أن يكون مقرونًا بالعمل الصحيح الموافق للشرع.