إجابة سؤال: يكون الابتلاء بالتكاليف بالأمر والنهي لينظر هل يطاع الله أم يعصى. صواب خطأ؟
- الجواب: صواب. يُعدّ التكليف بالأوامر والنواهي الشرعية شكلاً أساسياً من أشكال الابتلاء الذي يختبر به الله عباده.
شرح الإجابة:
إن التكاليف الشرعية، التي تشمل ما يجب فعله (الأمر) وما يجب تركه (النهي)، تمثل بالفعل ميداناً للاختبار الإلهي. يضع الله سبحانه وتعالى هذه الحدود والواجبات ليُظهر من خلال استجابة الإنسان مدى صدق الإيمان ورسوخ اليقين في قلبه. فالغاية من هذه التكاليف هي تمحيص العباد ومعرفة مدى انقيادهم لأوامر خالقهم.
تُعتبر الاستجابة لهذه التكاليف بالطاعة والامتثال دليلاً على الإخلاص والخضوع لإرادة الخالق، بينما يمثل تجاهلها أو مخالفتها وقوعاً في المعصية. هذا الاختيار المتاح للإنسان، الممنوح له بالإرادة الحرة، هو جوهر الابتلاء في هذا الجانب، حيث يُمنح الفرصة ليبرهن على ولائه وطاعته.
تتجلى الحكمة الإلهية في هذا النوع من الاختبار، فهو يميز بين المؤمنون الصادقين وغيرهم، ويكشف عن استعداد الفرد لتقديم مرضاة ربه على رغبات النفس. إن الالتزام بالأوامر واجتناب النواهي، حتى وإن كان فيه مشقة، هو سبيل لرفعة الدرجات ونيل الجزاء الحسن في الآخرة، وكل ذلك يعتمد على النية الصادقة والعمل المخلص.