إجابة سؤال: إنشاء برامج لمواجهة الفكر الضال والمنحرف ضمن إجراءات الأمن
- الجواب: صواب. تُعدّ برامج مواجهة الفكر الضال والمنحرف جزءًا أساسيًا من إجراءات تعزيز الأمن، إذ تعمل على الوقاية من التطرّف والانحراف الفكري قبل تحوّله إلى تهديد فعلي.
شرح الإجابة:
الفكر المنحرف لا يظهر فجأة، بل يتكوّن تدريجيًا داخل عقول قد تكون ضعيفة معرفيًا أو مهملة تربويًا أو مستهدفة من قبل جهات متطرفة تسعى لتجنيدها. لهذا، تُعدّ البرامج الوقائية وسيلة استراتيجية لكشف بواكير الانحراف والتعامل معه بطرق ذكية تعتمد على التحصين المعرفي لا القمع الأمني فقط.
تعتمد هذه البرامج على تأهيل تربوي قائم على تصحيح المفاهيم المغلوطة عبر مناهج تعليمية تربط بين الفكر الوسطي وقيم المواطنة والانتماء الوطني، مع مراعاة الجانب النفسي والثقافي للمستهدفين. ويتم تصميمها بمشاركة خبراء في علم الاجتماع والتحليل النفسي والأمن الفكري لضمان فعاليتها على المدى الطويل.
كما تركز هذه البرامج على التمكين الثقافي للفرد، من خلال ربطه بمصادر المعرفة الموثوقة، وتعريفه بخطر الجماعات المتطرفة التي تستغل الجهل والسخط لنشر أفكارها. تُستخدم وسائل مبتكرة مثل المحاكاة التعليمية والقصص التفاعلية والتقنيات الإعلامية الحديثة لتعزيز فاعلية الرسائل التوعوية.
الجهود لا تقتصر على المؤسسات التعليمية فقط، بل تشمل مراكز الإصلاح والتأهيل والمنصات الرقمية والحملات الإعلامية المنظمة، مما يجعل المواجهة شاملة ومتعددة المسارات. يتم أيضًا إشراك الأسرة من خلال برامج توعية أسرية تساعد أولياء الأمور في اكتشاف التغييرات الفكرية والسلوكية لأبنائهم.
إقرأ أيضا:وهبنا الله يدين فيها أصابع بصمة أصابعنا تتشابه صواب خطأكذلك، تُفعّل الشراكات المجتمعية بين الجهات الأمنية والتعليمية والدينية، لضمان وصول الفكر السليم لجميع شرائح المجتمع، وخاصة الناشئة منهم. وتُعزز هذه الشراكات بمبادرات مثل الزيارات الميدانية التوعوية والمنتديات الحوارية التي تمنح الشباب مساحة آمنة للتعبير ومناقشة الشبهات التي قد ترد إلى أذهانهم.
وتُظهر تقارير محايدة أن هذه البرامج، عند تنفيذها بطريقة منهجية، تُساهم في خفض معدلات الانحراف الفكري بنسبة كبيرة، وتُحدث أثرًا ملموسًا في مستويات الاستقرار المجتمعي والانسجام الأمني، مما يجعلها جزءًا أصيلًا من استراتيجية الأمن الوطني.
إقرأ أيضا:يحيط بالخريطة من الخارج يسمى بفي الختام، لا تُعدّ مواجهة الفكر الضال مسؤولية أمنية فقط، بل هي عملية وقائية معرفية مستمرة تتطلب تظافر الجهود بين المؤسسات والأفراد، ووعيًا حقيقيًا بأهمية العقل المنفتح والفكر النقدي في بناء مجتمع منيع أمام الانحرافات الفكرية بكل أشكالها.