إجابة سؤال: قال وما الدهر إلا من رواة قصائدي إذا قلت شعرًا أصبح الدهر منشدا غرض الشاعر في البيت السابق المدح أم الذم أم الوصف أم الفخر؟
- الجواب: الفخر.
شرح الإجابة:
الغرض الأدبي الذي يتجلى في البيت هو الفخر، حيث يظهر الشاعر اعتزازه الكبير بقدراته الشعرية وتأثيره العميق على الزمن ذاته. في هذا السياق، يستعرض الشاعر أن الدهر — وهو رمز لمرور الزمن وثقل الأحداث — لا يعدو كونه ناقلًا لما يبدعه من قصائد، وكأن الزمان كله أصبح صدى لصوته الشعري. هذا التصوير الفخم يُبرِز مدى سطوة الشاعر على مفاهيم الخُلود والشهرة والعظمة، إذ يجعل من كلماته معيارًا تُقاس به الأزمنة.
فلو تأملنا عمق المعنى، نجد أن الشاعر لا يصف الدهر ولا يذمه ولا يمدحه، بل يتحدث عن ذاته ومكانته، مستعملا الدهر كوسيلة لإبراز علو منزلته. استخدام كلمة رواة قصائدي يجعل الدهر يبدو ككائن حي يردد شعره، مما يعزز فكرة التمجيد الذاتي والاعتداد بالموهبة الإبداعية.
من الناحية البلاغية، يوظف الشاعر صورة فنية تقوم على التشخيص، حين يُصوّر الزمن وكأنه مغنٍ أو مُنشِدٍ يتغنى بشعره. هذا النوع من التعبير يكرس الهيمنة الرمزية للشاعر على مجريات الوجود، ويُظهِر مدى تأثير الكلمة والشعر في منح البقاء والديمومة لما قد يمر سريعًا دون أثر.
إقرأ أيضا:من إنجازات الملك عبدالعزيز في مجال الامن تأسيس وزارة الداخليةبالمقارنة مع أغراض أخرى مثل المدح أو الذم أو الوصف، نجد أن هذه الأغراض عادةً تتجه نحو وصف آخرين أو أحداث أو أشياء، بينما هنا التركيز موجه نحو ذات الشاعر نفسه، مما يقطع الشك باليقين أن الغرض هو التفاخر.
وبالنظر إلى البنية التعبيرية، يتضح أن الشاعر استثمر تقنيات مثل التعظيم والإيحاء والتكثيف اللغوي، ليقدم نفسه كصاحب تأثير غير محدود، يتجاوز الواقع إلى التحكم في حركة الزمن نفسه. هذه الرؤية النرجسية التي يفتخر بها الشاعر تجعل النص يُصنَّف بوضوح تحت راية غرض الفخر، بما يحمله من دلالات السمو والتفرد والهيمنة الفنية.
إقرأ أيضا:عند اتخاذ القرار يجب ان نتمهل ونفهم الموضوع بشكل أكبربالتالي، نستنتج بثقة أن الغرض الأدبي للبيت هو الفخر، ولا يحتمل التأويل إلى غيره، لما يحمله النص من إشارات دقيقة ومدروسة تدور كلها حول محور تعظيم الذات وإبراز القوة الشعرية.