قسّم علماء الأدب العصور الأدبية، وجعلوا أولها: عصر صدر الإسلام. العصر الأموي. العصر الجاهلي. العصر العباسي

إجابة سؤال: قسّم علماء الأدب العصور الأدبية، وجعلوا أولها: عصر صدر الإسلام. العصر الأموي. العصر الجاهلي. العصر العباسي

• الجواب: العصر الجاهلي

شرح الإجابة:

العصر الجاهلي هو أول مرحلة زمنية في التقسيم الأدبي الذي وضعه علماء الأدب. يُقصَد به الحقبة التي سبقت ظهور الإسلام، وكان له تأثير جذري على بنية الأدب العربي اللاحق. يبدأ هذا العصر تقريبًا قبل 150 عامًا من البعثة النبوية، ويُعدّ الأساس الأول لنشوء الشعر العربي الكلاسيكي الذي حافظ على البنية العمودية والوزن والقافية بشكل صارم.

تميّز هذا العصر ببروز القبيلة كمحور اجتماعي وثقافي، حيث كان الشاعر يُمثل صوتها الرسمي، ينقل أمجادها، ويدافع عنها بالكلمات كما يُدافع عنها المحارب بالسيف. كان الفخر، الهجاء، الغزل، والرثاء أبرز أغراض الشعر فيه، وتجلّت فيه سمات الأصالة اللغوية، والنقاء في المفردات والتراكيب، مما جعل أدب الجاهلية مرجعًا لغويًا لاحقًا في اللغة والنحو والصرف.

ويُعدّ هذا العصر بداية تأسيس البلاغة العربية، حيث ظهرت فيه مبكرًا بوادر الصور البيانية كالتشبيه والاستعارة، مما أعطى للشعر بعدًا فنيًا مدهشًا رغم بدائيّة البيئة. كما أن الشعراء الجاهليين امتلكوا ذاكرة شفوية قوية، فحُفظت قصائدهم جيلًا بعد جيل، وأبرز مثال على ذلك المعلقات التي عُلّقت على أستار الكعبة لقيمتها الجمالية واللغوية.

تقديم العصر الجاهلي في بداية العصور الأدبية لم يكن اعتباطيًا، بل لأنه مثّل المرحلة التي شكّلت البنية الأولى للهوية الأدبية العربية، وكان مقدمة ضرورية لفهم التحولات الكبرى التي حدثت لاحقًا في عصر صدر الإسلام، ثم العصر الأموي والعباسي، حيث تطورت الأساليب، وتوسعت المضامين، ولكن الجذور ظلت ممتدة إلى العصر الجاهلي.

إقرأ أيضا:من الغيبة مناداة سالم لزميله عمر الضعيف في دراسته بالمتفوق إحراجا له عند زملائه